بحث عن حقوق الطفل وواجباته في ضوء القانون الإنساني والإسلام

بحث عن حقوق الطفل وواجباته في ضوء القانون الإنساني والإسلام
واجبات الطفل

بحث عن حقوق الطفل وواجباته، تعاني الأسر والعائلات، من الجهل بحقوق الطفل بل وواجباته أيضًا، يبدو ذلك جليًا، في المجتمعات التي تئن تحت وطأة الفقر والأمية، سواءً الأمية المعرفية، أو الأمية بالقوانين وبما جاءت به الرسالات السماوية، وفي هذا المقال، يتركز حديثنا عن حقوق الطفل وواجباته، في ضوء القانون الإنساني الذي استقر عبر سنين طوال.

بحث عن حقوق الطفل وواجباته في ضوء القانون الإنساني والإسلام
واجبات الطفل

ومن خلال ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، من بين أبرز ما استقرت عليه المجتمعات، في إقرار حقوق الطفل، أوله حق في الحياة، فبمجرد أن يخرج الطفل من رحم أمه، تجري عليه كافة القوانين والأعراف المنصوص عليها، لجميع صنوف البشر، على اختلاف ألوانهم وديانتهم وأشكالهم.

والحق بالحياة، يشمل بصورة أساسية، أن يتم منحه، الفرصة الكافية للعيش الكريم، فضلًا عن الحق في التطور والتقدم والنمو، إلى جانب تسيير حياته بأمان، وحماية من كافة الأخطار والأضرار المحتمل تعرضه لها.

حقوق وواجبات الطفل

ولا يقل في الأهمية، على مستوى حق الطفل في الحياة، عن حقه في التعليم، والحصول على خدمة تثقيفه ومعرفية مناسبة، تساعده على فهم مدارك الحياة ومناحيها المختلفة، وهي من أهم وأبرز الواجبات الملقاة على عاتقه الأسرة، حيث يسهم التعليم في رسم ملامح شخصية الطفل، إضافةً إلى تَرْجَمَة أحلامه وطموحاته على أرض الواقع، وهنا ينبغي على الآباء والأمهات تزكية مهارات أبنائهم وتنميتها، وتشجعيهم على إظهار مواهبهم وإبداعاتهم، بعد إثقالها بالمعرفة اللازمة.

حقوق الطفل وواجباته

بالإضافة إلى البندين السابقين من حقوق الطفل، فإن حقه في الصحة أمرٌ لا جدال فيه، فكيف له أن يحيا، دون أن تتكفل له الأسرة والمجتمع، بحقه في الرعاية الصحية المناسبة، يشمل ذلك الوقاية قبل العلاج، عبر توفير مياه طبيعية صالحة للشرب، بالإضافة إلى المأكل الآمن والتغذية الصحية، إلى جانب البيئة النقية النظيفة والصالحة، وآخرها الحصول على العناية اللازمة حال تعرضه لأي مكروه لا قدر الله.

أما في الإسلام، فقد كفل للطفل العديد والعديد من الحقوق، من بينها حقه في عدم التفرقة بالنسبة للمولود، أكان ذكرًا أم أنثى، وفي ذلك يقول المولى عز وجل: “وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا” النساء، حق التسمية، بأجمل الأوصاف وأحسنها، وهي من الواجبات التي أقرها الشرع الحنيف، حيث تبعث بدورها على الطُمَأنينة والسعادة في نفس الطفل، كما تجنبه التنمر من أقرانه في المستقبل.

من بين أهم الحقوق التي أقراها الإسلام للطفل أيضًا، حقه في الرضاعة، وحددها الإسلام في موضعين على نحو عامين، فقال تعالى في سورة البقرة: “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ.”، وقال أيضًا في سورة الأحقاف: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا.”.

وإذا كانت تلك بعض الحقوق التي أقرها الإسلام للطفل في حياة أبويه، فهو لم يغفل أيضًا حقه بعد مماتهما، فقال عز من قائل في سورة النساء: “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ”، وقال في السورة ذاتها أيضًا: “لرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا”.

واجبات الطفل

تتعدد وتتنوع الواجبات المفروضة على الطفل، وهي تتميز وفق المرحلة السنية التي يمر بها الطفل، فإذا كان في مرحلة ما قبل دخول الموسم الدراسي، فمن أسرته أن ترى أثر تربيته ورعايته، في سلوكياته وممارساته، فلا بأس من أن يقدم المساعدة لوالديه في أعمال المنزل، أو إذا كان الوالدين أحدهما أو كلاهما يشغل عملًا حرًا، فيُحبز أن يقدم الطفل العون لأبيه أو أمه في ذلك، من باب التعليم والخبرة، وأيضًا من قبيل البر، فضلًا عن تحمل المسؤولية قبل الكبر.

أما في مرحلة التعليم، فينبغي على الطفل أن يؤدي واجباته الدراسية على أكمل وجه، وأن يسهم في إدخال السرور على والديه بالنتائج الجيدة، كما ينبغي أن توكل له الأسرة على سبيل التعليم، (تنظيم) غرفته وملابسه وأحذيته، وتوفر له الأسرة السبل لذلك عبر التشجيع المعنوي والمادي بالهدايا النقدية والعينية وغيرها.

تابعنا على تلغرام تابعنا على تويتر