تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها قصة هذا المثل

تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها قصة هذا المثل

تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، مثل يتداول الى يومنا هذا، ويبحث الكثير من الناس عن قصة هذا المثل الغريب، وما الذي حدث في ذلك الوقت ليتم قول هذا المثل، ومن الذي قاله وأين ولماذا، تساؤلات كثيرة يبحث عنها الناس ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على محركات البحث، لذلك نعرض عليكم خلال هذه المقالة تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها قصة هذا المثل، وهو المثل الذي يضرب في صيانة الرجل لنفسه عن خسيس مكاسب الأموال.

تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها قصة هذا المثل

قصة تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها

أول من قال هذا المثل هو الحارث بن سليل الأسدي، ومعناه بأن لا تكون ظئرا وإن آذاها الجوع، ويروى أيضا ولا تأكل بثدييها، وكان الأسدي حليفا لعلقمة بن خصفة الطائي، وزاره ذات يوم ونظر لابنته الزباء، وقد كانت من جميلات أهل دهرها، والتي أعجب بها الأسدي، فقال الأسدي ( أتيتك خطابا، وقد ينكح الخاطب، ويدرك الطالب، ويمنح الراغب )، فرد عليه علقمة وقال ( أنت كفء كريم، يقبل منك الصفو، ويؤخذ منك العفو، فأقم ننظر في أمرك )، وذهب علقمة لأمها وقال لها ( إن الحارث بن سليل سيد قومه حسبا ومنصبا وبيتا، وقد خطب إلينا الزباء فلا ينصرفن إلا بحاجته ).

وقد ذهبت الأم لابنتها ودار الحديث بينهما عن هذا الأمر، وقالت الأم لزباء:

  • الأم: أي الرجال حب إليك، الكهل الحجاح، والواصل المناح، أم الفتى الوضاح.
  • الابنة: لا، بل الفتى الوضاح.
  • الأم: إن الفتى يغيرك، وإن الشيخ يميرك، وليس الكهل الفاضل، الكثير النائل، كالحديث السن، الكثير المن.
  • الابنة: يا أمتاه إن الفتاة تحب الفتى، كحب الرعاء أنيق الكلأ.
  • الأم: أي بنية، إن الفتى شديد الحجاب، كثير العتاب.
  • الابنة: إن الشيخ يبلي شبابي، ويدنس ثيابي، ويشمت بي أترابي.

ولم تزل أمها بها حتى غلبتها على رأيها، وتزوجها الحارث بن سليل الأسدي، بقيمة مائة وخمسين من الإبل وخادم وألف درهم، فابتنى بها ثم ذهب بها الى قومه.

مثل تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها

بينما كان الحارث جالس ذات يوم في فناء قومه، والزباء في جانبه، أقبل عليه شباب من بني أسد، يعتلجون فتنفست صعداء، ثم أرخت عينيها وبدأت بالبكاء، فقال لها الحارث ما يبكيك، قالت له مالي وللشيوخ، الناهضين كالفروخ، فرد عليها الحارث ثكلتك أمك، تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.

ثم قال لها الحارث الأسدي: أما وأبيك لرب غارة شهدتها، وسيبة أردفتها، وخمرة شربتها، فالحقي بأهلك فلا حاجة لي فيك، وقال:

تهزأت أن رأتني لابسا كبرا، وغاية الناس بين الموت والكبر
فإن بقيت لقيت الشيب راغمة، وفي التعرف ما يمضي من العبر
وإن يكن قد علا رأسي وغبره، صرف الزمان وتغيير من الشعر
فقد أروح للذات الفتى جذلا، وقد أصيب بها عينا من البقر
عني إليك فإني لا توافقني، عور الكلام ولا شرب على الكدر
يضرب في صيانة الرجل نفسه، من خسيس مكاسب الاموال.

لذلك إن كان أصل الحديث هو المثل السائر، لا تأكل ثدييها والذي قال بعض العلماء بأن هذا لا يجوز، والأصل هو لا تأكل بثدييها، والاثنين نفس المعنى، لأن معنى تأكل بثدييها أي أنها لا تأكل أجرة ثدييها، والمعنى بثدييها أي لا تعيش بسبب ثدييها وبما يغلان عليها.

ونكون قد وصلنا واياكم لنهاية المقالة، والتي عرضنا عليكم من خلالها تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها قصة هذا المثل، وما الحديث الذي جرى ليقال مثل هذا المثل في القدم، والذي شرحنا لكم من خلاله أيضا الحديث الذي جرى بين الأم وابنتها، دمتم بود.

تابعنا على تلغرام تابعنا على تويتر