تُعد الطلائعيات من أقدم وأبسط الكائنات الحية التي عاشت على سطح الأرض، ويكتسب بعضُها أهميةً خاصة لدى الجيولوجيين بسبب قدرتها على التحول إلى أحافير دقيقة تحفظها الصخور الرسوبية عبر ملايين السنين. وتكمن أهمية هذه الأحافير في استخدامها كأدوات علمية لتحديد عمر الصخور والرسوبيات، إضافةً إلى دورها المهم في استكشاف مواقع النفط والغاز.
ما هي الطلائعيات؟
الطلائعيات هي كائنات حقيقية النواة، غالبًا ما تكون وحيدة الخلية، وتعيش في البيئات المائية. بعض أنواعها يمتلك أصدافًا أو هياكل صلبة من السيليكا أو كربونات الكالسيوم، وعندما تموت تترسب هذه الهياكل في قاع البحار والمحيطات وتتحول مع الزمن إلى أحافير محفوظة داخل الطبقات الرسوبية.
الاجابة : صواب.
لماذا تُعد أحافير الطلائعيات مهمة للجيولوجيين؟
تتميز أحافير الطلائعيات بأنها:
- صغيرة الحجم لكنها كثيرة العدد، مما يسهل العثور عليها في الصخور.
- سريعة التطور عبر الزمن، أي أن أشكالها تتغير خلال فترات جيولوجية قصيرة نسبيًا، وهذا يجعلها مؤشرات دقيقة للعمر الزمني للصخور.
- منتشرة جغرافيًا في بيئات رسوبية واسعة.
لهذه الأسباب تُستخدم كـ أحافير مرشِدة (Index Fossils)، وهي أنواع من الأحافير تساعد العلماء على تحديد عمر الطبقات الصخرية بدقة.
دورها في تحديد عمر الصخور والرسوبيات
عندما يعثر الجيولوجيون على نوع معين من أحافير الطلائعيات داخل طبقة صخرية، يمكنهم مقارنة هذا النوع بقاعدة بيانات زمنية معروفة. فإذا كان هذا النوع عاش في فترة محددة من التاريخ الجيولوجي، فإن عمر الصخر الذي يحتويه يكون من نفس الفترة تقريبًا. وتُعرف هذه الطريقة باسم التأريخ الطبقي أو التأريخ الحيوي.
علاقتها باكتشاف النفط
تتكون معظم المكامن النفطية في الصخور الرسوبية التي ترسبت في بيئات بحرية قديمة. وبما أن الطلائعيات كانت تعيش بكثرة في تلك البيئات، فإن أحافيرها تبقى محفوظة داخل طبقات الصخور التي قد تحتوي على النفط.
يستخدم الجيولوجيون أحافير الطلائعيات للأغراض التالية:
تحديد البيئة الترسيبية (بحرية، ساحلية، عميقة…).
التعرف على الأزمنة الجيولوجية المناسبة لتكون النفط.
تتبع امتداد الطبقات الحاوية للنفط بين الآبار المختلفة.
ومن أشهر هذه الطلائعيات المستخدمة في صناعة النفط: المنخربات والدياتومات، وهي كائنات دقيقة تُعد مؤشرات مهمة على وجود صخور مصدرية وخازنة للنفط.
تلعب أحافير بعض الطلائعيات دورًا محوريًا في علم الجيولوجيا، فهي بمنزلة “ساعة طبيعية” تساعد على تحديد عمر الصخور والرسوبيات بدقة، كما تمثل أداة لا غنى عنها في عمليات الاستكشاف النفطي. ومن خلال دراسة هذه الأحافير الدقيقة، يتمكن العلماء من فهم تاريخ الأرض وتحديد أفضل المواقع المحتملة لوجود النفط والغاز.
