حديث خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء

حديث خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء

يحرص المسلم على اغتنام الأوقات الفاضلة التي يُرجى فيها قبول الدعاء، لما للدعاء من منزلة عظيمة في الإسلام، إذ هو صلة بين العبد وربه، وعبادة جليلة أمر الله تعالى بها ووعد بالإجابة. ومن الأحاديث المشهورة في هذا الباب حديث خمس ليالٍ لا يُرد فيهن الدعاء، والذي يتداوله الناس كثيرًا خاصة في المواسم الدينية.

حديث خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء

نص الحديث
ورد عن النبي ﷺ أنه قال:
«خمسُ ليالٍ لا يُرَدُّ فيهنَّ الدعاء: ليلةُ الجمعة، وأولُ ليلةٍ من رجب، وليلةُ النصف من شعبان، وليلةُ الفطر، وليلةُ النحر».

شرح الحديث ومعناه

يشير الحديث إلى خمس ليالٍ عظيمة اختصها الله تعالى بفضلٍ كبير، يُرجى فيها قبول الدعاء، وهي:

  • ليلة الجمعة: وهي من أفضل الليالي، لما ليوم الجمعة من مكانة عظيمة في الإسلام، وقد وردت نصوص صحيحة كثيرة في فضل هذا اليوم وليله.
  • أول ليلة من رجب: رجب من الأشهر الحرم التي عظمها الله تعالى، وكان السلف يكثرون فيها من الدعاء والطاعة.
  • ليلة النصف من شعبان: وردت أحاديث عديدة في فضلها، وأن الله يطلع فيها إلى عباده فيغفر للمؤمنين.
  • ليلة الفطر: وهي ليلة فرح المسلمين بإتمام عبادة الصيام، والدعاء فيها مظنة للقبول.
  • ليلة النحر: وهي ليلة يوم عيد الأضحى، أعظم أيام السنة، ويجتمع فيها شرف الزمان وشرف العبادة.

درجة الحديث عند العلماء

نبّه أهل العلم إلى أن هذا الحديث ضعيف الإسناد، ولم يثبت عن النبي ﷺ بسند صحيح. ومع ذلك، فإن العمل به من باب فضائل الأعمال جائز عند كثير من العلماء، خاصة أن معانيه لا تخالف نصوصًا شرعية صحيحة تدل على فضل هذه الأوقات.

فضل الدعاء في الأوقات الفاضلة

الدعاء مشروع في كل وقت، لكن الشرع دلّ على أن هناك أوقاتًا وأحوالًا يكون الدعاء فيها أقرب إلى الإجابة، مثل:

  • الثلث الأخير من الليل
  • بين الأذان والإقامة
  • عند السجود
  • في يوم الجمعة

وهذا يدل على سعة رحمة الله، وفتح أبواب القبول لعباده في أزمنة متعددة.

توجيهات للمسلم

ينبغي للمسلم أن يحرص على:

  • الإخلاص في الدعاء
  • حضور القلب
  • اجتناب المعاصي

الإكثار من الدعاء في الأوقات الفاضلة دون اعتقاد الجزم بما لم يثبت بدليل صحيح

حديث خمس ليال لا يُرد فيهن الدعاء وإن كان ضعيفًا من حيث السند، إلا أن معناه العام ينسجم مع مقاصد الشريعة في الحث على اغتنام الأزمنة المباركة. والمسلم العاقل يجعل من هذه الليالي محطات إيمانية يكثر فيها من الدعاء والطاعة، راجيًا رحمة الله وفضله، فالله كريم لا يرد من دعاه بصدق وإخلاص.