الحمد لله منزل الغيث على العبادة حياة لهم، ومغدق النعم الكثيرة لأجلهم، والصلاة والسلام على محمد ابن عبد الله رسول الله وعلى إله وصحبه وسلم تسيماً كثيراً ثم أما بعد.
مقدمة الخطبة
طلابنا الأعزاء، لقد أقام الله أرواح العباد على اتباع شرعته ودينه، وأقام أبدانهم على المياه وكذلك المخلوقات، فإن فقدت المياه فقدت الحياة، وإن وجدت المياه وجدت الحياة، فبه تحيا الحياة وترتوي الدنيا.
الماء والإسلام
لقد بين الله أن الحياة أقيمت على الماء، قال الله تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون)، فإذا أنزل الله الماء اهتزت الأرض فأنبتت فحصد الناس وأكلوا، وارتوت الدواب والكائنات، ونبتت الأشجار، وتجددت مياه الأنهاء، كما خزن الإنسان حاجته وأقام به الطعام، فينتج الحليب الذي تسقي الأم ابنها منه، كما أن الكائنات ترتوي من أمهاتها بذلك.
الاستسقاء في الإسلام
وحين تجدب الأرض ولا ماء ولا مطر فقد شرع الإسلام للمسلمين شريعة أداء صلاة الاستسقاء وذلك لطلب الغوث من الله بالماء، وذلك من خلال أداء الصلاة في وقت لا ماء فيه، ولا وقت لكراهية الصلاة فيصلي الإمام كصلاة العيد ركعتين في الأولى سبع والثانية خمس تكبيرات، ويكون الإمام قد قلب رداءه دلالة على الفاقة، ثم يدعوا الناس بعد الخطبة للاستغفار وبذل أسباب الرحمة.
قصة عن الاستسقاء
حبس المطر عن قوم موسى عليه السلام، فبين الله تعالى أن في قومه رجلاً يبارز الله بالمعصية منذ عشرين سنة، فنادى موسى في قومه، يا من تبارز الله بالمعصية منذ زمن، أخرج حتى نسقى الماء، فخجل الرجل من نفسه، وتاب إلى الله بينه وبين نفسه، فنزل المطر فتعجب نبي الله، لم يخرج الرجل ونزل الماء، فقال الله لنبيه “لقد تاب بيني وبينه، فلم أفضحه وهو يعصيني أأفضحه وقد تاب”.
أسباب نزول المطر
قال الله تعالى ( وأنزلنا من السماء ماءاً طهوراً، لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا) وقال تعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).
فالاستغفار، وتقديم الخير، واللجوء لله والتذلل له، ينزل الغيث والمطر، ويقود لرحمة الله للعباد.