عادةً ما يختار الخُطباء مواضيع وعناوين من حياتنا اليومية للخُطب والدروس التي يُقدمونها للمُستمعين لهذه الخُطب والدروس الدينية التي عادةً ما يتم إلقائها في المساجد، من على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يصعد الخطيب إلى المنبر ويقوم بإلقاء الخطبة التي اختارها على مسامع الحضور بأسلوبه وطريقته التي اختارها لأداء الخُطبة، ومع إقترابنا من الثلث الأخير لشهر رمضان المبارك تتصدر خطبة عن العشر الاواخر من رمضان عناوين الكثير من الخُطب الأسبوعية واليومية التي يتوقف معها الخُطباء محاولين حث المسلمون على استغلال هذه الليالي المُباركة لكي يفوزا بأجرها وثوابها، وقد وَقع إختيارنا على خطبة عن العشر الاواخر من رمضان مُتكاملة فيها كُل ما يحتاجه الخطيب للحديث فيه بخصوص هذه الأيام.
خطبة جمعة عن العشر الاواخر من رمضان مكتوبة
الحمد لله قابِل التوب وغافِر الذنب، الحمد لله الذي أحيانا لرمضان وأبقانا ومنحنا فُرصة جديدة لكي نعيش موسم القُربات والأعمال الصالحات والسعي من أجل نيل الدرجات العُلا والحسنات، ونشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، سُبحانه من جعل ختام شهر رمضان المُبارك موسماً لأعظم الطاعات والعبادات ففيها ليلة القدر التي وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها خيرُ من ألف شهر، فما أعظم الأعمال الصالِحة فيها، أما بعد أوصيكم عباد الله بتقوى الله ولزوم طاعته والإبتعاد عن نواهيه وإغتنام شهر رمضان والليالي العشر الأخيرة منه في القُربات والطاعات، لنيل درجة رفيعة من الأجر والثواب امتثالاً لقوله تعالى ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقونِ يا أولي الألباب “.
معشر المؤمنين هاهي العشر الأواخر من رمضان قد أقبلت ولم يبقى منه بقدر ما مضى، ولكن العشر الباقية فيها من الأجر والفضل الكبير الذي إذا ما أحسنا استغلاله وأدينا فيه ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وسلم نكون قد أحسنا خِتام شهر رمضان وخرجنا منه بالأجر والثواب الكبير، فمن فاتته الأيام الماضية وألهته الحياة الدنيا عن التقرب إلى الله في شهر رمضان أمامه فرصة ذهبية من أجل الظفر بفضائل كبيرة تنتظره في الأيام العشر الأواخر لكي نزداد فيها إحساناً ونتزود بها من الأعمال الصالحة والطاعات ونستدرك ما قصرنا فيه.
خطب مكتوبة عن العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر
كيف لا وهذه الليالي العشر الأخيرة من رمضان هي التي جاءت فيها ليلة القدر الليلة المباركة التي أنزل الله فيها القرآن الكريم، وقال فيها تعالى ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِوَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍتَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍسَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” ففيها الدعاء مستجاب والأعمال الصالحة مضاعفة وتتنزل فيها الملائكة فما أجمل أن تتنزل هذه البركات ونحن طائعين عابدين قائمين لهذه الليلة، وكما قال الشاعِر :
- فطوبى لإمريء يطلبها — في هــذه العشـر
- ففيها تنزل الامــلاك — بالانــوار والبـر
- وقـد قال سـلام هي — حتى مطلع الفجـر
- ألا فادخــرها انهـا — من أنفس الذخـر
- فكم مـن معتق فيهـا — من النار ولايدري
ومن أفضل الدعاء في ليلة القدر قول ” اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ” كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم ماذا تقول إذا وافقت ليلة القدر فأجابها بالدعاء السابِق، ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القيام والطاعات في هذه الليالي المباركة أملاً في إدراك ليلة القدر، التي ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفوتها قط وكان يجتهد في العشر الأواخر في الطاعات والعبادات ويوقظ أهل بيته لكي يستغلوا هذه الليالي المباركة في الطاعة والعبادة.