دور العقل هو تقييم الأحكام بعد ما تتثبت، ويقرر إذا يقبل العقائد أو يرفضها بناءً على فهمه وتحليله. يعني هو زي القاضي الداخلي اللي بيفكر بعمق قبل ما يوافق أو يرفض.
يلعب العقل دورًا محوريًا في حياة الإنسان، ليس فقط بوصفه أداة للتفكير والتحليل، بل بكونه المعيار الذي يُحتكم إليه عند النظر في الأحكام الشرعية و*العقائد الإيمانية* بعد ثبوتها. ويعد هذا الدور من أعظم وظائف العقل، حيث يُطلب منه التمييز بين ما يُقبل وما يُرفض، وما هو حق وما هو باطل.
العقل والنقل: علاقة تكامل لا تعارض
في المنهج الإسلامي، يُقدّم النقل الثابت من القرآن والسنة كمرجع أساسي، لكن دور العقل لا يُلغى. بل يأتي بعد ثبوت النص ليقوم بمهمة الفهم والتحليل والقبول أو الرفض. فالعقل لا يسبق النص في التشريع، ولكنه شريك في تحقيق مناطه وفهم مقاصده.
قبول العقائد بعد التأكد
حين تعرض العقائد أو الأحكام على العقل، فإن دوره لا يكون إصدارها ابتداءً، وإنما التحقق من صحتها وثبوتها أولاً. فإذا ثبت النص، جاء دور العقل في الحكم عليه بالقبول أو الرفض، بناءً على معايير الفطرة السليمة والمنطق السليم.
أهمية هذا الدور
- يحمي من التقليد الأعمى: فلا يُقبل قول أو معتقد إلا بعد التحقق منه.
- يعزز اليقين: فالإيمان المبني على الفهم أقوى من الإيمان القائم على التقليد.
- يمنع التسرع: إذ يدعو العقل للتثبت، وهو ما أكد عليه القرآن في آيات مثل: “ولا تقف ما ليس لك به علم…”.
العقل ليس مشرّعًا مستقلًا، لكنه حاكم بعد ثبوت التشريع. دوره أساسي في استيعاب الأحكام، وترسيخ الإيمان، وتصحيح المسار، مما يجعله نعمة عظيمة ينبغي استعمالها وفق ضوابط الشرع والعلم.
