سكر الحمل معناه ارتفاع نسبة السكر في الدم في أثناء فترة الحمل. وسبب هذا الارتفاع هو عدم مقدرة الجسم على استهلاك السكر الموجود في الدم، حيث إن الطعام هو المصدر الرئيس للسكر، وخصوصًا النشويات مثل الخبز، والأرز وغيرها، وبعد تناولها يتم هضمها وامتصاصها على شكل سكريات بسيطة بوساطة الجهاز الهضمي الذي ينقلها إلى الدورة الدموية لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة لمزاولة نشاطاته اليومية.
سكر الحمل أعراضه
ويفرز البنكرياس وهو غدة موجودة أسفل المعدة هرمون الإنسولين الذي يعد بمنزلة الأداة التي تنتقل من خلالها السكريات إلى خلايا الجسم للاستفادة منها.
وهناك نوعان من مرض السكري في أثناء فترة الحمل.
النوع الأول : يصيب الحامل في الشهور الثلاثة الأولى أو الثانية من فترة الحمل أي بعد 24 أسبوعًا من بداية الحمل.
فكلما تقدمت مرحلة الحمل ازداد احتياج الحامل إلى الطاقة وبالتالي ازدياد احتياجها إلى نسبة أكبر من الإنسولين، حيث إن احتياج الحامل إلى الطاقة والإنسولين في النصف الثاني من فترة الحمل يكون مضاعفًا لأن هناك بعض الهرمونات التي تفرزها المشيمة التي تقوم بتغذية الجنين من خلال الأم، بذلك تؤدي دورًا عكسيًا لمفعول الإنسولين.
وإذا حدث قصور في كمية الإنسولين فإن نسبة السكر ترتفع في الدم، ومن هنا تظهر علامات ارتفاع السكر عند الأم الحامل وهو ما يسمى بسكر الحمل.
النوع الثاني : وتكون فيه الأم مصابة به قبل الحمل، ويعتبر هذا النوع أخطر من النوع الأول على الأم والجنين معًا، لذا يجب السيطرة عليه تمامًا قبل الحمل بثلاثة أشهر على الأقل بمساعدة الطبيب بهدف ضبط مستواه في الدم.
متى يبدأ سكر الحمل بالظهور
أو إذا كانت المريضة تستعمل حبوب السكري فيجب عليها إيقافها عند حدوث الحمل مباشرة واستشارة الطبيب ليضع لها نظامًا غذائيًا مناسبًا، وقد يبدأ معها العلاج بالإنسولين، وحتى الآن لا تعرف أسباب رئيسة للإصابة بمرض السكري في أثناء الحمل ولكن توجد عوامل تزيد من احتمالية حدوثه نذكر منها:
- العامل الوراثي: وهو إصابة أحد أفراد العائلة بمرض السكري.
- السمنة المفرطة.
- تقدم عمر الحامل.
- حدوث ولادات متكررة دون فترات راحة بين كل حمل وآخر.
- أو ولادات سابقة لأطفال أحجامهم كبيرة تصل إلى أكثر من 4 كجم.
- أو حدوث إجهاضات متكررة دون أسباب معروفة أو وفاة الطفل قبل الولادة أو بعدها دون أسباب واضحة.
ويتم قياس نسبة السكر للحامل عن طريق التحليل التشخيصي خلال الفترة من 24 أسبوعًا إلى 32 أسبوعًا من الحمل، وذلك للتأكد من عدم وجود السكر. ويتم ذلك قبل شرب العصير المحلى وبعده بساعتين فإذا أظهرت النتائج ارتفاع مستوى السكر لديها فتعتبر مصابة بسكري الحمل ويتم علاج هذا المرض عن طريق:
الحمية الغذائية : حيث تؤدي التغذية دورًا مهمًا، وعلى الحامل اتباع حمية غذائية خاصة، والتقليل من تناول النشويات لأنها ترفع نسبة السكر في الدم.
وتختلف الحمية الغذائية لكل سيدة حامل مصابة بسكري الحمل من ناحية السعرات الحرارية ونوعية الغذاء.
وعلى الحامل المصابة بداء سكري الحمل الإكثار من الأغذية المحتوية على الألياف العالية مثل خبز البر ـ القرصان، والفواكه المحتوية على قشورها، كما يجب عليها أن تحافظ على وزنها من خلال ممارسة بعض أنواع الرياضة الخفيفة والمناسبة في أثناء الحمل كالمشي في الهواء الطلق.
العلاج بالإنسولين : فإذا كانت الحمية غير كافية للحامل.. فقد يبدأ الطبيب بالعلاج بالإنسولين، ويعتبر هذا العلاج ضرويًا بعد الحمية للحامل المصابة بالسكر ولجنينها.
متى يكون سكر الحمل مرتفع
وقد يعن لبعض السيدات الحوامل المصابات بداء السكري بعض الأسئلة مثل:
هل يختفي سكري الحمل بعد الولادة ؟
للإجابة عن ذلك نقول إنه يمكن ذلك وبنسبة تصل إلى 80%، ولكن إذا أصيبت الحامل بسكر الحمل خلال حملها الأول فغالبًا ما تصاب في كل حمل جديد،الآن أغلب الحالات يتم شفاؤها بعد الولادة ولكن تظل هناك نسبة بسيطة يستمر معها المرض بعد الحمل.
وهناك بعض العوامل المساعدة على استمرارية السكري بعد الولادة مثل زيادة الوزن وكثرة الولادات المتكررة وتقدم العمر وعامل الوراثة. وقد يعن تساؤل آخر لمريضة سكري الحمل عن إصابة الجنين بعد الولادة بالسكري؟ فنقول إن هؤلاء الأمهات سوف يلدن، إن شاء الله، أطفالاً أصحاء غير مصابين بالسكري إذا اتبعن نصائح الطبيب، ومثقفة السكري واختصاصية التغذية باتباع الحمية الخاصة والعلاج بالإنسولين والرياضة الخفيفة مثل المشي ولكن..
ما مضاعفات السكري على الجنين والأم ؟
إذا أهمل مرض السكري فقد يؤدي إلى زيادة حجم الجنين ويسبب تعسر الولادة الطبيعية، وقد يلجأ الطبيب في هذه الحالة إلى الولادة القيصرية، وإذا لم يستقر السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقد يسبب ذلك تشوهات خلقية للجنين، مثل تشوهات القلب والرئة وغيرها، وفي حالات قليلة تحدث وفاة الجنين قبل الولادة أو بعدها.
