صحة حديث أمتي سوف تمحى، يمر بنا الكثير من الأحاديث الشريفة المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم فمنها الصحيح وتختلف درجة صحته ومنها الموضوع، وتختلف درجات الحديث باختلاف تصنيف العلماء لها من حيث الصحة والقوة، ولقد مر حديث بالبعض عن حذيفة بن اليمان يقول أمتي سوف تمحى .. إلى آخر الحديث، وهو من الأحاديث الخطيرة والطويلة وفي هيئة الحديث كان حذيفة بن اليمان عندما وجد الرسول صلى الله عليه وسلم مسندًا ظهره على حائط الكعبة ويبكي، وعندما سأله عن سبب بكائه قال: إن أمتي ستمحى، والجدير بالذكر لابد من التحري من صحة الأحاديث الواردة عليك من أي جهة حتى لا تكون مشاركاً في الكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
صحة حديث أمتي سوف تمحى
الحديث الذي تم ذكره ونسبه للصحابي الجليل حذيفة بن اليمان والحديث كاملاً كالتالي: “يروى في الأثر أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قد وجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أسند ظهره إلى حائط الكعبة فبكى حتى ابتلت لحيته قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي يبكيك لا أبكى الله لك عينا إلا من خشيته قال اعلم يا حذيفة أن أمتي سوف تُمحى ولا يُبقى إلا رسومهم وأن أمتي سوف تَفعل خصال فإن فعلتها ابتلاهم الله بخصال أخرى قلت وما هي يا رسول الله قال إذا تَركَت أمتي الدعاء حل البلاء وإذا منعوا الزكاة قل المطر وإذا طففوا المكيال رُفِعَت البركة وإذا بخسوا الميزان ابتلاهم الله بقسوة القلب وإذا عَطّلوا كتاب الله وسنة رسول الله سلّط الله عليهم عدوهم ، فأخذ بعضي ما في أيديهم وترك بأسهم بينهم ، وإذا منعوا الصلاة ابتلاهم الله بصعوبة الموت وإذا خلطوا البُرَ بالشعير والحَذَق بالتمر ابتلاهم الله بموت الفُجاءة ، فقلت متى ذاك الزمان يا رسول الله قال إذا خوّنوا المؤمن واستخانوا المؤمن وصدّقوا الكاذب وكذّبوا الصادق وكثُرت الخيانات وقلت الأمانات وكثُرت المساجد وقل منهم الراكع والساجد واتخذوها للغيبة والنميمات وافتخروا بنسب الآباء والأمهات واستَحَنّت الأم على البنت والبنت على الأم أي واحدة تعيِّر الأخرى بذنبها وعيبها وقَبِل القضاة الرشوات فلا يُرى في ذلك الزمان إلا سلطانا جائرا وحاكما ظالما وظالما غاشما وغنيا بخيلا وحالفا كاذبا يرون الحياة مغنما والممات مغرما وإذا دعا واحدٌ من خيارهم فلا يُستَجابُ له دعاءُه وتقل حشمة الدنيا وتُهان العلماء وتُسب الفقراء حديثُهم فيها الغيبة وفاكهتَهم فيها النميمة فُجرَتَهم عندهم أحلى من العسل أي ذنوبهم أحلى من العسل وفعالَهم أمرُّ من الحنظل أي حسناتهم أمرُّ من الحنظل ، إذا رأوا حقا تركوه وإذا رأوا باطلا اتبعوه يُرى فيهم السلطان كالأسد والوالي كالذئب والعواني كالكلب والمنافق كالثعبان والمؤمن كالشاة الضعيفة فيا لها من شاة ضعيفة بين ثعبان وكلب وأسد فإذا كان الأمرُ كذلك ألقى الله الفتن في سائر الأرض حتى يعود المؤمن كالطير في أضيَق الأقفاص”.
- قال عنه الشيخ عبد الرحمن السحيم: ” تَظْهَر عليه آثار الصنعة! ولبعضه شواهِد، مثل: عقوبة مَنْع الزكاة، أما سائر ألفاظه فهي أشْبَه بالموضوعات”. ولم يتم ايجاد أصل له في كتب السنة، والله تعالى أعلم.
- هذا الحديث، بتمامه هذا لا يصح، وآثار الوضع عليه ظاهرة للأسباب التالية:
1- بلا سند، وقد جاء بصيغة التمريض (يروى).
2- جاء في موقع الدرر السنية: الدرجة: موضوعٌ بطوله هذا. ا.هـ
3- أجاب عنه الشيخ عبدالرحمن السحيم: تَظْهَر عليه آثار الصنعة! ولبعضه شواهِد، مثل: عقوبة مَنْع الزكاة، أما سائر ألفاظه فهي أشْبَه بالموضوعات. ا.هـ
4- جاء في فتاوى مركز الفتوى: فلم نجد أصلًا لهذا الحديث في كتب السنة. ا.هـ
5- أجاب عنه الشيخ وليد بن راشد السعيدان صوتياً: هذا ليس بحديثٍ مرفوع للنبي ﷺ، ولا يصح شيء من هذا الكلام عن رسول الله ﷺ، والأمة باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا تزال طائفة من هذه الأمة منصورة على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون وهم على الحق وبالحق مستمسكون، ولكن الذي دلت عليه الأدلة أن كثير من رسوم الدين سوف تمحى، فلن تقوم الساعة حتى يرفع العلم ويظهر الجهل ويوشك أن يأتي على الناس زمان، في آخر الزمان طبعاً، لا يدرون ما صيام ولا صلاة ولا صدقة ولا حج ولا بر ولا إحسان ولا يعرفون من الدين إلا كلمة لا إله إلا الله فقط وأما ذات الأمة فإنها باقية فهذا الحديث لا يصح ولا يعرف في شيء من كتب الحديث والله أعلم. (انتهى التفريغ النصي حرفياً).