صلاة القيام في رمضان في العشر الاواخر، من المتعارف عليه بأن صلاة التراويح هي أيضا صلاة قيام الليل في شهر رمضان، كما تصلى صلاة القيام مَثنى مَثنى، بمعنى أن تصلى ركعتين ركعتين، كما أن أي من الصلوات النافلة الت تصلى بعد صلاة العشاء تسمى قيام ليل، ولكن من المتعارف عليه عند الكثير من الناس أن يتم تسميتها في شهر رمضان المبارك بصلاة التراويح، ويستحب أن يتم أداؤها بشكل جماعي وفي المسجد، كما ذهب علماء الدين إلى سنية صلاة التراويح، بحيث استدلوا على هذا الحكم من خلال ما ثبت في السنة وبإجماع أهل العلم، والدليل من السنة النبوية قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم : (عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ)، كما نقل الإجماع في حكم سنية صلاة التراويح عن عدد من علماء الدين ومن ضمنهم: الإمام النووي، وابن حجر، وابن عبد البرّ، على سنية قيام الليل في حق الأُمة، صلاة القيام في رمضان في العشر الاواخر.
عدد ركعات صلاة قيام الليل في رمضان
لا تعد صلاة قيام الليل وصلاة التراويح محصورة بعدد معين من الركعات، وذلك لما ورد عند الله عز وجل بالصيغة المطلقة بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)، فإن الله عز وجل لم يحدد عدد معين من ركعات صلاتي التراويح والقيام، كما لا يجوز أن يقوم الشخص بتقييد صلاتي التراويح والقيام بعدد معين من الركعات، فإن ما ورد عن السيدة عائشة زوجة النبي رضي الله عنها أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم (ما كان يزيد عن إحدى عشرة ركعة فهو محمول على الغالب من صلاته)، كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها بأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي عدداً آخر غير الإحدى عشرة ركعة التي كان يصليها، وذلك وفق قول السيدة عائشة رضي الله عنها: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِن ذلكَ بخَمْسٍ)، كما روى جمهور العلماء والفقهاء في المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي بأنّ عدد ركعات صلاة التراويح هو عشرين ركعة، حيث إستدلوا بذلك من خلال عمل الخليفة والصحابي الجليل عُمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قام بجمع الناس على عشرين ركعة، وفي المذهب المالكي فقد رأى الفقهاء لديهم بأن الأمر موسع في ذلك، حيث تجوز صلاة التراويح بعشرين ركعة، أو ستة وثلاثين ركعة، حيث استدلوا بذلك من خلال فِعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبفعل عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه.
أفضل أوقات قيام الليل في رمضان
تجوز صلاة قيام الليل في أي من الأوقات التي يريدها الإنسان سواء كان في أول الليل أو ف أوسط الليل أو في آخر الليل، وذلك لما ورد عن أنس رضي الله عنه قال: (ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه)، وبالنسبة لأفضل الأوقات التي يستحب أن تقام فيها صلاة قيام الليل فهي في الثلث الأخير من الليل، وذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيها، حيث يستشعر الإنسان في هذا الوقت بالذات برحمة الله سبحانه وتعالى، ويتعرض لنفحاته الإيمانية، ويكون أقرب إلى إجابة الدعاء في هذا الوقت عن غيرة من الأوقات الأخرى خلال اليوم.
تعتبر صلاة قيام الليل من أهم العبادات والطاعات التي يؤديها الإنسان لله عز وجل، حيث أن في صلاة القيام الأجر الكبير والثواب والحسنات، وبهذا نكون قد قدمنا لكم كل ما يتعلق عن صلاة القيام في رمضان في العشر الاواخر.