فرق الموت أقواما، وخلف لدى الأحياء الغضض، مغيب اللذات، ومفرق الجماعات، يعض الإنسان الحي بفعله بغيره، تكلمت عنه الشريعة السماوية المطهرة، وأهل الأرض وعمارها، وشهد الواقع بأنه مصيبة وطامة، وقاصمة وهامة، نضع بعض ما قيل في الموق في هذا الموضوع.
الموت
هو مرحلة من مراحل الإنسان تعني توقف قلبه عن النبض وخروج روحه من جسده ومفارقته الحياة لينتقل من الدنيا والعيش بين الناس، إلى دفنه في القبر، ثم مرحلة البعث والحساب فإما جنة وإما نار.
الإسلام والموت
جاء الإسلام فبين أن الموت مرحلة لا بد لجميع الخلائق الوصول إليها، ولا يبقى الا الخالق، كما أنه فرق بين الموت والخاتمة، فهناك من يموت وهو يعمل الصالحات فإنها خاتمة محببة وموت جميل، وهناك من يموت على المعاصي فهي خاتمة سيئة، لكنه جعل الموت واعظا للإنسان، وأمر بتذكره لأنه يصرف الإنسان عن الطغيان إلى الصلاح، كما أنه عد الموت من المصائب الكبيرة في الحياة.
عبارات عن الموت
قال الله تعالى (إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ) وقال (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكثروا ذكر هادم اللَّذات: الموت) وقال (لا يتمنَّينَّ أحدُكم الموتَ لضُرٍّ نزل به، فإن كان لا بدَّ مُتمنِّيًا فليقل: اللَّهم أحيني ما كانت الحياةُ خيرًا لي، وتوفَّني ما كانت الوفاةُ خيرًا لي)
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (كفى بالموت واعظا يا عمر) وكان عثمان بن عفان رضي الله ( إذا وَقفَ على قَبرٍ يبكي حتَّى يبَلَّ لحيتَهُ ، فقيلَ لَهُ : تذكرُ الجنَّةَ والنَّارَ ، ولا تبكي ، وتَبكي مِن هذا ؟ قالَ : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، قالَ : إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنازلِ الآخرةِ ، فإن نجا منهُ ، فما بعدَهُ أيسرُ منهُ ، وإن لم يَنجُ منهُ ، فما بعدَهُ أشدُّ منهُ قالَ : وقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : ما رأيتُ مَنظرًا قطُّ إلَّا والقَبرُ أفظَعُ منهُ).
ويبقى الموت واعظا لمن يريد رضى الله، فمن غلب نفسه وأقبل على الله نجاه، ومن أخلد إلى الأرض واتبع هواه غوى وانحرف وضل، وذلك هو الضلال المبين.