فضل العشر الأواخر من رمضان

فضل العشر الأواخر من رمضان

فضل العشر الأواخر من رمضان، يُؤخر الله الخير ليرى أي عبد من عباده حمل صبراً على عناء العبادة وبقي حتى النهاية مُتخذاً كل الطرق التي تُرشده للخير والصلاح، فكثير من الناس يقبلون على الله اقبالاً كبيراً في العشر الأوائل من شهر رمضان، ولكن تنطفئ عزيمتهم واصرارهم مع مرور الوقت، وتمر ايام الشهر الكريم عليهم كما تمر باقي الأيام العادية، فلا يستشعرون بفضلها ويضيعونها من بين أيديهم، وتضيع هذه الأيام المليئة بالرحمة والمغفرة والبركة، وتتقلب بتقلب الزمان دون أن يحصل المسلم على فائدتها، وحينها عزاء النفس لا يجدي، وكلمات الروح التي يعاتب بها الانسان روحه التقية لن تنفعه ابداً، لأن العشر الأواخر من رمضان ليس كمثلها أيام، ولا يمكن لأي يوم من أيام العام ان يتحصل على الفضل الذي تمتلكه العشر الأواخر، ويكفي انها احتضنت ليلة القدر التي نزلت فيها معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذ تبعاً لهذا الأمر من سلوكياته وأخلاقه وكل علامات النبوة التي يمتلكها منبراً يخطب فيه للناس عن كل الأصول العقائدية والشرعية التي يجب ان يمتثلوا لها، ومن خلال مقالنا نطرح الحديث عن هذه الأيام متناولين فضل العشر الأواخر من رمضان.

فضل العشر الأواخر من رمضان

فضل العشر الأواخر من رمضان وما يشرع فيها

لكل عشر أيام من شهر رمضان الكريم اسم يعنون فضائلها، حيث ان العشر الأوائل من شهر رمضان سميت ايام الرحمة، وهذا لأن الله يرحم فيها عباده المسلمين، ويترأف بحالهم، ويُذهب عنه البأس والكروب ويكرمهم كرماً واسعاً، أما العشر ايام الوسطى من شهر رمضان فهي ايام المغفرة، حيث يغفر الله فيها ذنوب المسلمين، ويتجاوز عن سيئاتهم، ويغسل خطاياهم، ويعيدهم أنقياء كما خلقهم للمرة الأولى، أما العشر الأواخر من شهر رمضان فهي ايام العتق من النار، ومن ينال هذا الفضل فقد نال الخير كله، فلا رجاء بعد رجاء المسلمين الدخول للجنة، ولا طموح يفوق طموحهم للعتق من النار، ولا يقف فضل العشر الأواخر من رمضان عند هذا الحد، لأنها تمتلك فضلاً عظيماً باحتضانها ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، ولكي ينال المسلم فضل العشر الأواخر من رمضان، يجب عليه الاقبال على الطاعات والأعمال الصالحة والتي هي كالتالي:

  • احياء الليل:
    • المقصود من احياء الليل اي اغتنامه بالصلاة والدعاء والذكر.
    • روت عائشة رضي الله عنها: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ”.
  • الاعتكاف:
    • يجب على المسلمين في العشر الأواخر من رمضان الاعتكاف في المساجد، وهذا سيراً على خطى النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يعتكف في هذه الأيام، وفي هذا الأمر بيان واضح لفضل العشر الأواخر من رمضان، حيث يتجنب الرسول الناس في هذه الأيام، ويتجنب كل ما يلهيه عن ذكر وعبادة الله، ويبقى منشغلاً في التضرع لله مغتنماً كل لحظة من وقته لأجل نيل رضا الله، وكان الاعتكاف في هذه الأيام أمراً لا بد منه، لكون ليلة القدر احد هذه الليالي، وهي تمتلك من البركة والفضائل ما لا يحصى ذكره وجمعه ضمن الكلمات.
  • قراءة القرآن الكريم:
    • تعد تلاوة آيات القرآن الكريم من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم في كل يوم من أيام الشهر الكريم، وبالتحديد العشر الأواخر منه، وهذا لان الله يضاعف في شهر رمضان حسنات المسلمين، ويكرمهم ويُثيبهم ثواباً حسناً على أعمالهم الصالحة، ولهذا يجب على كل مسلم اغتنام هذه الفرصة وتلاوة القرآن الذي يجدون في كل حرف من حروف حسنة والله يضاعف لمن يشاء، ويجب ان يُقرأ القرآن بخشوع وتأني وتدبر، لينهل منه المسلم الفضل الكبير والجزاء الحسن.
  • الزكاة: 
    • تؤدى الزكاة في العشر الأواخر من شهر رمضان، والزكاة فريضة فرضها الله على المسلمين، وينهلوا من فضلها خيراً كثيراً، حيث يبارك الله في أموالهم وينميها ويطرح فيها بركةً لا يتخيلها المسلم، كما أنها سبب من أسباب دخول الجنة ومغفرة الذنوب، وحلول البركة والنماء في المال.

فضل العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر اللهم بلغنا ليلة القدر

تحظى العشر الأواخر من رمضان فضلاً كبيراً لكونها تشتمل على ليلة القدر، وهذه الليلة من الليالي التي ينتظرها المسلمون من العام للعام، ويتحرون مجيئها بتلهف كبير، حيث تجمع هذه الليلة كل مرادهم في وقت واحد، وفيها تستجاب الدعوات التي يتضرع بها المسلمون لله، فتفيض السماء من كثرة الدعوات التي وجهت لها في هذه الليلة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”، وهذا الأمر بحد ذاته يعد فضلاً من فضل العشر الاواخر من رمضان، والأهمية الكامنة في ليلة القدر ترجع لكونها ليلة تتحدد فيها مصائر العباد، وتنسخ فيها الآجال، والسبب في تسمية هذه الليلة بليلة القدر يعود للأسباب التالية:

  • استمد اسم القدر من “الشرف” الذي تناله هذه الليلة.
  • سميت بهذا الاسم لان الله يقدر فيها مصير العباد.
  • قال الكثير من العلماء أن ليلة القدر سميت بهذا الاسم لكون العبادة تمتلك قدراً عظيماً فيها.

فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر

فضل العشر الأواخر من رمضان، هناك الكثير من العلامات التي تدلل على ليلة القدر، والتي منها علامات مقارنة وعلامات لاحقة، اما العلامات المقارنة فهي العلامات التي تتمثل بشكل ظاهري، مثل قوة الإضاءة والنور في ليلة القدر، وهذه العلامة لا يشعر بها الناس في عصرنا الحالي إلا اذا كانوا في مكان بعيد كل البعد عن الأنوار، وتنبعث في ليلة القدر طمأنينة كبيرة في القلب، وينشرح صدر المسلم فيها، وما يجده فيها لا يجده في ليلة غيرها، كما ان الريح تكون ساكنة في ليلة القدر، ويجد المسلم في قيامها لذة لا يجدها في قيام ليلة اخرى، أما العلامات اللاحقة فهي تتمثل في طلوع الشمس في صبيحة ليلة القدر دون اشعة، بحيث تكون صافية بشكل كبير، وبعدما بينا علامات ليلة القدر، نبين فضائلها والتي هي كالتالي:

  • نزول القرآن الكريم، فقد قال تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة القدر”.
  • ليلة القدر ليلة مباركة، لقوله تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة مباركة”.
  • يكتب الله في ليلة القدر الآجال والارزاق.
  • تزيد من فضل العشر الأواخر من رمضان.
  • يغفر الله فيها ذنوب المسلمين.
  • تتنزل فيها الملائكة باعثة في الارض الخير والرحمة والبركة والمغفرة.
  • تخلو ليلة القدر من الشر وتكثر فيها الطاعات والأعمال الصالحة.

الأحاديث الواردة في فضل العشر الأواخر من رمضان

منح الله المسلمين العشر الأواخر من رمضان لتكون فرصة تغيير جذري لحياتهم، وحتى ينهلوا منها فضلاً عظيماً، فالله يغفر في هذه الأيام الذنوب، ويكفر عن سيئات المسلمين، ويرزقهم راحة وبركة في حياتهم، ويزيدهم من فضله، كما أن فضل العشر الأواخر من رمضان يكمن في ليلة القدر التي هي أحد ليالي العشر الأواخر من رمضان الوترية، وهنا نبين فضل العشر الأواخر من رمضان في الأحاديث الواردة بهذا الأمر:

  • عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”.
  • عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العَشْرُ أحيا الليل وأيقظ أهله وجدَّ، وشدَّ المِئْزَر”.
  • عن عليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أيقظ أهله ورَفَع المِئْزَر”، قيل لأبي بكر بن عياش -أحد الرواة- ما رَفَعَ المِئزر؟ قال: اعتزل النساء.
  • عن عائشة رضي الله عنها “أن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله”.
  • عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: “تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ”.

يجب على المسلم استدراك فضل العشر الأواخر من رمضان، واحياء هذه الأيام المباركة، ويكون احياؤها بالعبادة والعمل الصالح والاعتكاف والاقبال على الصلاة والدعاء المتواصل الذي لا ينضب ولا يتوقف، لعل الانسان يستدرك ليلة القدر من هذه الليالي ويرحمه الله برحمة هذه الليلة المباركة.

تابعنا على تلغرام تابعنا على تويتر