فوبيا المرتفعات هو المصطلح الطبي الذي يطلق على الأشخاص الذين ينتابهم الشعور بالذعر بشكل مزمن من الأماكن العالية أو خلال صعود السلالم أو خلال المشي فوق الجسر. تجاوز حالة الرهاب يساعدهم على التخلص من العقبات التي تعرقل الحياة الروتينية اليومية.
ما هي فوبيا المرتفعات
تُعرف أيضاً باسم الأكروفوبيا وهي من أنواع الفوبيا التي تندرج في فئة الرهاب المحدد، حيث تُعد حالة من الخوف المرضي الغير مبرر ولكنه واضح ومحدد بحالة محددة وهي العلو.
- والتي تتسبب في حدوث العديد من المشكلات للشخص المصاب عند التعرض إلى مصدر الخوف والذي يتمثل في المرتفعات.
- حيث أن الشخص المصاب لديه شعور بالخوف الزائد من مختلف المرتفعات وذلك خلال مشاهدة المكان المرتفع أو العبور على جسر أو قيادة السيارة على الجسر وغيره.
- كذلك تعد حالة من الاضطراب الذي انتشر بين فئات عديدة ويتسبب في إحراج الأشخاص المصابة أمام زملائهم، حيث أن هذه الحالة هي أكثر أنواع الفوبيا شيوعاً وأقدم الأنواع كذلك.
- حيث تشير الدراسات إلى أن بين كل 20 شخص يوجد شخص واحد مصاب بالأكروفوبيا.
- يتضمن الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية هذا النوع من الرهاب كنوع من رهاب البيئة الطبيعية.
- يظهر على الأشخاص المصابين سلوكيات واضحة خلال مواجهة المرتفعات منها خفض الجسم أو الزحف أو النزول على الفور.
- كذلك البحث عن أي شيء يمكن التشبث به خلال النزول من مكان ما مرتفع أو الصعود إليه. كما يتجنب بعض المصابين منهم الذهاب إلى هذه المرتفعات أو حتى الحديث حولها.
اعراض فوبيا المرتفعات الجسدية
تتسبب حالة الرهاب في ظهور أعراض جسدية وأعراض نفسية، تتمثل الأعراض الجسدية في:
- التعرق الشديد.
- الشعور بآلام في منطقة الصدر أو حدوث ضيق في التنفس.
- خفقان في القلب.
- الغثيان.
- الدوار.
- الارتجاف.
- فقدان التوازن.
تتسبب تلك الأعراض الجسدية في جعل حياة المصابين الروتينية اليومية أكثر صعوبة. حيث يتجنب البعض السير في الطريق المختصر للعمل بهدف تجنب المرتفعات فقط.
تتمثل الأعراض النفسية في شعور الأشخاص بالذعر بمجرد مشاهدة الأماكن المرتفعة أو بمجرد التفكير في الصعود إليها. كذلك الشعور بالخوف الشديد من فكرة الوقوع من هذا المرتفع.
بالإضافة إلى الشعور بالقلق الشديد عند قيادة السيارة على جسر علوي.
عادة ما يتطور هذا الرهاب لدى المصابين نتيجة التعرض إلى تجربة مؤلمة في الماضي مثل السقوط من مكان ما مرتفع. أو مشاهدة شخص آخر سقط من مكان ما مرتفع.
وقد يتطور بدون سبب معروف حيث أن العوامل البيئية وكذلك العوامل الوراثية لها دور في إصابة الأشخاص بهذا النوع من الرهاب. حيث أكدت بعض الدراسات على أن الأكروفوبيا يُمكن أن تُورث جينياً حيث تم إثبات أن بعض الكروموسومات ترتبط مع استعداد الجسم للرهاب.
كذلك أشارت بعض الأبحاث حول رهاب المرتفعات إلى أن هذا الرهاب طبيعي، حيث أجرى باحثين عام 1960 تجربة سميت الجرف البصري على مجموعة من الأطفال.
وكانت نتيجة التجربة هي رفض الأطفال عبور ممر زجاجي يغطي منحدر على الرغم من وجود الأمهات، مما يثبت أن الرهاب متأصل في الإنسان كآلية دفاع للبقاء على قيد الحياة.
تحليل شخصية الخوف من المرتفعات
يظهر تحليل الشخصية الأشخاص الذين يعانون من الخوف من المرتفعات يتميزون بشخصية متنوعة في الصفات، شخصية تحب القيام بالعديد من النشاأن طات في آن واحد، وتحب اكتشاف أماكن جديدة.
إلا أن هذه الشخصية تخاف في المقابل من المجهول وتتوقع بشكل دائم حدوث أمور سلبية لا إيجابية مما يثير لديها الشعور بشكل دائم بالحزن والتوتر.
اختبار فوبيا المرتفعات
يتمكن الطبيب أو الأخصائي النفسي من تشخيص المريض بالرهاب من خلال سؤال المريض عن ما يحدث له عند مواجهة المرتفعات.
- ومن خلال وصف المريض يلاحظ الطبيب الأعراض التي يذكرها المريض. وكذلك يهتم بمعرفة المدة التي عانى خلالها المريض من هذا الرهاب والأعراض.
- كذلك الأشخاص المصابين بالرهاب من المرتفعات عادة ما يحاولون تجنب مختلف المرتفعات ويقضون الوقت الكثير في القلق بشأن مواجهة أي مكان مرتفع مما يؤثر على الحياة اليومية.
- ويعتبر الشخص مصاب في حالة تواجد أعراض الرهاب لمدة تتخطى 6 أشهر.
طرق علاج فوبيا المرتفعات
مختلف الاضطرابات النفسية وأنواع الرهاب يتم التعامل معها بالعلاج الدوائي وكذلك العلاج النفسي. ويتم التعامل مع رهاب الأماكن المرتفعة من خلال إتباع الأساليب التالية:
العلاج السلوكي المعرفي:
- يعد هذا الأسلوب العلاجي هو أساس علاج رهاب المرتفعات.
- حيث يتعلم الشخص المصاب خلال هذا العلاج التقنيات المختلفة التي من خلالها يتمكن من السيطرة على الأعراض التي تنتابه خلال مشاهدة المرتفعات أو صعود سلم أو القيادة فوق جسر.
- وكيفية التمكن من استعادة السيطرة على مشاعر الذعر.
العلاج بالتعرض:
- يعد هذا الأسلوب العلاجي هو الأكثر شيوعاً في تقنيات العلاج السلوكي.
- حيث يتم تعريض الشخص المصاب للشيء الذي يخاف منه بشكل تدريجي إلى أن يتعلم كيفية التغلب على كافة المخاوف والأعراض المذكورة سابقاً.
- ويتم تنفيذ هذا الأسلوب بدون تعريض المصاب إلى أي مخاطر.
الاسترخاء:
- تقنية الاسترخاء من أهم التقنيات التي تساهم في تقليل الأعراض.
- وبشكل خاص الأعراض النفسية، وتتمثل في أداء تمارين اليوجا والتأمل وكذلك التنفس العميق.
العلاج الدوائي:
- يتم الاعتماد في هذا الأسلوب العلاجي على بعض الأدوية لمدة قصيرة والتي تساهم في تخفيف الأعراض النفسية والجسدية عند تعرض المصاب للمرتفعات.
- تشمل الأدوية المهدئات التي أشارت الدراسات عام 2012 إلى مدى فعاليتها في تحسين نتائج العلاج من الرهاب.
- كما تشمل دواء دي سيكلوسيرين والذي أثبت فعاليته منذ عام 2008 في التجارب السريرية في علاج اضطراب القلق.
العلاج الافتراضي:
- في السنوات الأخيرة ومع التطور التكنولوجي استخدام بعض الخبراء خاصية الواقع الافتراضي كوسيلة علاج رهاب المرتفعات.
- تساهم هذه التجربة الافتراضية في توفير تجربة تعرض المريض لما يخاف منه في بيئة آمنة تماماً، حيث يتم استخدام برنامج كمبيوتر في تهيئة عالم افتراضي بشكل ثلاثي الأبعاد عبر نظارة محددة.
- مما يشعر المريض وكأنه في قلب الحدث ويتمكن من التفاعل معه.
- ويتم توقف التجربة في أي وقت عند شعور المريض بالإرهاق، لكن هذا العلاج مكلف لذا لم يتوفر لدى أغلب الأطباء.
عادات لديها تأثير فعال على تجاوز الرهاب
بالإضافة إلى أساليب العلاج السابقة، فإن بعض العادات لديها تأثير فعال على تجاوز الرهاب ومنها:.
- تحدي الأفكار السلبية حول الموت التي تراود الذهن نتيجة الخوف من المرتفعات. واستبدالها بأخرى إيجابية.
- وذلك من خلال ممارسة طرق التهدئة مثل طريقة تنفس بعمق من خلال الجلوس مع الحفاظ على وضعية الظهر منتصب ووضع اليد على الصدر وأخرى على المعدة من ثم أخذ نفس عميق عبر الأنف لمدة 4 ثواني من ثم حبس النفس مدة 7 ثواني ومن ثم إخراج النفس لمدة 8 ثواني. وتكرار هذه الطريقة حتى تمام الشعور بالتحسن.
- تجنب مختلف المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- حيث أن الكافيين يزيد من أعراض الخوف والقلق. وبالتالي فإن تجنبه يقلل من حدة الأعراض ويزيد الشعور بالراحة.
على الرغم أن هذه الأساليب العلاجية هي التي تساعد الأشخاص على تجاوز رهاب المرتفعات.
إلا أن الحل الحقيقي يبدأ من خلال مواجهة الأشخاص للخوف الذي يراودهم والاعتراف بوجود المشكلة والإصرار على المواجهة والاستعانة بالأطباء المختصين حتى تمام تجاوز هذا الرهاب.