في القرآن الكريم، يذكر شهر رمضان في سورة البقرة. سورة البقرة هي السورة الثانية في القرآن الكريم وتتألف من 286 آية. تعتبر سورة البقرة من أطول السور في القرآن وتحتوي على مجموعة متنوعة من المواضيع والقوانين الشرعية والتوجيهات الإلهية.
في الآية 185 من سورة البقرة، يتم ذكر شهر رمضان بالتحديد. تقول الآية:
“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (البقرة: 185)
تتحدث هذه الآية عن شهر رمضان كونه الشهر الذي نزل فيه القرآن كهدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. وتحث الآية المؤمنين على صيام هذا الشهر المبارك، وتحدد الأحكام المتعلقة بالصيام، مثل استثناء المرضى والمسافرين من الصيام وتعيين عدة أيام أخرى لقضاء الأيام التي لم يتمكنوا من الصيام في رمضان.
إن ذكر شهر رمضان في سورة البقرة يعطي أهمية كبيرة لهذا الشهر المبارك في الإسلام. فالمسلمون يعتبرون شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله، وتحقيق الصوم والقيام والتسبيح والتفكر في القرآن الكريم. وتعتبر الأيام الشهر الفضيل فرصة للتوبة والاستغفار والتزود بالحسنات.
بالإضافة إلى سورة البقرة، يتم ذكر شهر رمضان أيضًا في سورة الأعراف وسورة البناء. وتعكس هذه الذكريات العظيمة أهمية شهر رمضان في الإسلامفي سورة الأعراف، تذكر الآية 187 الشهر الذي يتم فيه صيام رمضان. تقول الآية:
“يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (الأعراف: 187)
تشير هذه الآية إلى أن الناس يسألون النبي محمد عن الهلال وتحديد بداية شهر رمضان وأمور الحج. والرد النبوي ينصحهم بأن الهلال هو مجرد علامة زمنية تحدد للناس المواقيت والأوقات المتعلقة بالصوم والحج. ويؤكد أن البر والتقوى ليس في أن يدخلوا البيوت من أبوابها، ولكن البر الحقيقي هو التقوى واتقاء الله. ويحثهم على تقوى الله، لعلهم ينالون النجاح والسعادة.
أما في سورة البناء، فتذكر الآية 186 شهر رمضان وتحث على الصيام والدعاء. تقول الآية:
“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” (البقرة: 186)
تشجع هذه الآية المؤمنين على الدعاء والاتصال بالله خلال شهر رمضان وخارجه. تذكرهم بأن الله قريب ومستجيب لدعوات عباده، ويحثهم على الإيمان به والاستجابة له. وتعكس هذه الآية أهمية الدعاء والاعتراف بقرب الله ومحبته في شهر رمضان وفي جميع الأوقات.
باختصار، يتم ذكر شهر رمضان في سورة البقرة وسورة الأعراف في القرآن الكريم. هذه الذكريات تعكس أهمية هذا الشهر المبارك في الإسلام، وتحث المؤمنين على صيامه والاستغفار والدعاء.
