عاش ثابتا، راسخا، داعما، مساندا، وحارسا للقومية العربية في كل أوقاتها، وظل الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، على عهده في مساندة القضايا العربية المختلفة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حتى وفاته في 23 يناير من العام 2015، ما جعل الدول العربية تلقبه بـ”حكيم العرب”، وذلك إجلالا وتقديرا لدوره البارز والمهم في دعم الدول العربية وشعوبها، فضلا عن عمله الدؤوب على جمع شتاتها والحرص على وحدتها في مواجهة الأعداء المتربصين سواء داخليا أو خارجيا.
كانت مواقف خادم الحرمين الشريفين الراحل، تجاه القضايا العربية، عصية على الاهتزاز، إذ أخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها مسؤولية الحفاظ على الأمة العربية من الانكسار، وهو ما دأبت عليه القيادات منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- مستكملين مسيرة النهوض بالأمة العربية والدفاع عن مصالحها ومساندة الشعوب العربية في كل مكان.
كانت مبادرة السلام العربية التي تبنتها المملكة العربية السعودية، وأطلقها الملك الراحل -رحمه الله- حين كان وليا للعهد في العام 2002، وذلك خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت، إحدى أهم المبادرات التي أطلقت للقضاء على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعودة الوئام والسلام إلى المنطقة، مستهدفة الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني الأبي، والتي جاءت في عدة بنود أبرزها، انسحاب إسرائيل المحتلة من هضبة الجولان، وعودة اللاجئين بعد إنشاء دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس.
ولا أحد ينكر الدور الكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية، أثناء حكم خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبد الله بن العزيز مع مصر، إذ أسرع إلى مساندتها في واحدة من أخطر فترات التاريخ، معلنا المساندة الكاملة سواء مادية أو معنوية للشعب المصري، في أعقاب 25 يناير و30 يونيو، ذلك الدعم الذي تنتهجه المملكة تجاه مصر حتى الآن، وظل مساندا وداعما لجميع الدول العربية حتى رحيله في 23 يناير 2015.