على مر العصور القديمة الكثيرة التي مضت، سطر الكثير من القادة والشخصيات البارزة الكثير من الانتصارات المشرفة، ومنهم من ترك الأثر الطيب، والمواقف البطولية الشجاعة، والذي انضرب فيهم الأمثال في البطولة والشهامة، ونتعرف اليوم من خلال مقالنا “قصة عثمان بن ارطغرل كامله مؤسس الدولة العثمانية”، على أحد أبرز أسود الدولة العثمانية، ومؤسس هذه القوة الكبيرة، والذي سطر على مدار حياته الكثير من الانتصارات لها، وخاض الكثير من الحروب مع التتار نصرةً لها، قائد عثماني كبير، ترك خلفه الكثير من البطولات للأجيال القادمة، سنتعرف عليه عن قرب من خلال مقالنا.
نبذة عن عثمان بن أرطغرل
أد الدولة العثمانية، والمؤسس الأول لها، حيث سُميت الدولة العثمانية بهذا الاسم، تيمناً بشخصيته العظيمة، وهو عثمان بن سليمان بن شاه التركماني، وهو تركي الأصل، فارس مغوار ومقدام، أسس الدولة العثمانية قديماً، وخاض الكثير من الحروب والمعارك نصرة للدولة الإسلامية، حيث تعهد أنه سيقوم بالدفاع عن الدين الإسلامي، والأمة الإسلامية طيلة فترة حكمه وحياته.
يعتبر عثمان بن أرطغرل من القادة العثمانيين الأشداء، والذين لطالما ذُكر اسمهم في صفحات البطولة والفخار في كتب التاريخ، لما ما قدمه من تضحيات كبيرة في سبيل الدفاع عن الدولة العثمانية، حيث كان يعمل جاهداً على تأسيس الجيش العثماني لمواجهة أي غزو خارجي للدولة العثمانية، ولحمايتها من الأعداء المتربصين بها.
تأسيسه للدولة العثمانية
أسس عثمان بن أرطغرل الدولة العثمانية في عام 699هـ، حيث عمل على تعزيز الدولة العثمانية، والعمل على إبراز قوتها في وجه أي عدو متربص بها، حيث يعتبر شعب الدولة العثمانية من الأتراك، والذين عاشوا فترة من الزهد والرفاهية في عهد عثمان بن أرطغرل، حيث عمل السلطان عثمان بن أرطغرل على الرفع من شأن الدولة العثمانية، وتوفير العيشة الكريمة لمواطنيها.
محاربته للمغول والقضاء عليهم
قاد السلطان العثماني عثماني بن أرطغرل معارك شرسة مع المغول، وخصوصاً بعدما قاموا بقتل السلطان “علاء الدين”، وابنه “غياث الدين”، حيث كان المغول يتربصون بالدولة العثمانية، ويسعون للإطاحة بها، واحتلالها لنهب خيراتها، فقام السلطان عثمان بن أرغرل بالقضاء عليهم في معركة طاحنة وشرسة، استطاع التخلص منهم بشكل نهائي، واستمر في مشواره الذي اشتهر بالكثير من الفتوحات الإسلامية، حيث خاض الكثير من الحروب والمعارك، دفاعاً عن الأمة الإسلامية، والدين الإسلامي.
أخلاقه وصفاته
اشتهر عثمان بن أرطغرل بالكثير من الصفات الحسنة، والأخلاق الحميدة، حيث كان يساعد الكثير من المحتاجين والفقراء، وكان شديد الكرم مع ضيوفه، ولم يكن يعيش حياة الرفاهية التي يعيشها بعض الملوك، بل كان متوضعاً، يعيش مثله كمثل أي مواطن في الدولة العثمانية، حيث كان ينتقي في لبساه، الملابس البسيطة، ويبتعد عن الملابس الفارهة والفاخرة، لأنه كان يعامل نفسه على أنه شيخ لقبيلة، وليس سلطان لدولة كبيرة، وكان دوماً يبتعد عن حياة البزخ والترفه، ويبحث عن الحياة البسيطة.
وصية عثمان بن أرطغرل لابنه
أوصى السلطان العثماني عثمان بن أرطغرل في وصيته الى ابنه بعض الكلمات الجميلة، والتي تنير الدرب القدام في حياة ابنه، حيث كان قائلاً لابنه في نص الوصية التالي:
(يا بُني! إياك أن تَشتغل بشيء لم يَأمر به الله رب العالمين، وإذا وَاجهتك في الحكم مَعضلة فاتخذ من مَشورة عُلماء الدين موئلًا، يا بني! أحِط من أطاعك بالإعزاز، وأَنعم على الجنود، ولا يَغرنك الشيطان بجندك وبمالك، وإياك أن تَبتعد عن أهل الشريعة، يا بني: إنك تَعلم أن غايتنا هي إرضاء الله رب العالمين، وأن بالجهاد يَعم نور ديننا كل الآفاق، فتَحدث مرضاة الله جل جلاله، يا بُني لسنا من هؤلاء الذين يُقيمون الحروب لشهوة حُكم أو سَيطرة أفراد، فنحن بالإسلام نَحيا وللإسلام نموت، وهذا يا وَلدي ما أنت له أهل).
وفاة السلطان عثمان بن أرطغرل
أصاب السلطان عثمان بن أرطغرل مرض النقرس، حيث زاره أورخان بعدما علم بقصة مرضه، وبدأ يوصيه بأن يكون حاكم خير لبلاده، وأن ينشر الصفات الطيبة بين قومه، وألا يظلم أحداً من قومه، وأن ينصف المظلوم، ويحاسب الظالم على أفعاله، وكان السلطان العثماني أرطغرل قد عانى كثيراً من المرض، حيث توفي متأثراً بهذا المرض اللعين، الذي انتهك جسده، تاركاً خلفه مسيرة تقارب ال26 عاماً من التضحيات في سبيل رفعة الدول العثمانية.
ظهرت الكثير من الشخصيات التاريخية على مر العصور، والتي سطرت أسمى آيات البطولة والفداء، وما زال الجميع يتغنى بانتصارات هذه الدولة، وهناك الكثير من السلاطين والقادة، من سجلوا الكثير من التضحيات في سبيل الحفاظ على دولتهم، ومن أبرز هذه الشخصيات، عثمان بن أرطغرل، حيث وضحنا قصة حياته بالتفصيل في مقالنا “قصة عثمان بن ارطغرل كامله مؤسس الدولة العثمانية”.