يُعتبر الكرم واحدة من الصفات الجميلة والحسنة التي دعا لها الدين الإسلامي وكان العرب منذ القِدم يشتهرون بها خاصة حاتم الطائي الذي يُعتبر مثالاً يُحتذى به في الكرم والجود، ولهذا يرجع الكثير منا للتعرف على قصة كرم حاتم الطائي لكي نتعلم مما قام به من تصرفات وافعال جعلته أبو الكرم كما يُطلق عليه، وفق ما اشتهر من قصص كرم حاتم الطائي علماً بأنه شاعر عربي شهير وهو حاتم بن عبدالله بن سعد الطائي وهو من إحدى القبائل العربية الشهيرة وهي قبيلة الطائي، وهو والد عدي بن حاتم أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أسلم بعدما غزا المسلمين المنطقة التي يُقيم فيها برفقة قبيلته كونه قد تولى رئاسة قبيلة الطائي خلفاً لوالده بعد وفاته.
قصة قصيرة عن كرم حاتم الطائي
توفي حاتم الطائي في العام 587 للميلاد وتم دفنه في منطقة تاي قضاء مدينة حائل إحدي مُدن شبه الجزيرة العربية، له الكثير من الأشعار والقصائد التي اشتهر بها وبقيت خالدة إلى يومِنا هذا، وكان يُعرف عن حاتم الطائي أنه شخص كريم جداً يُكرم كل من ينزل بيته ولو على حساب نفسه وأهل بيته، وكانت هناك أكثر من قصة كرم حاتم الطائي التي تم تناقلها عنه والتي تجعلنا نتعرف على إيثاره لضيوفه وحرصه على إكرامهم ومنحهم حق الضياقة والنزول في بيته.
- سأل رجل حاتم الطائي، وقال له : يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم ؟
- قال لي : نعم ، غلبني غلام يتيم من طي ، نزلت بفنائه وكان له عشرة أرؤس من الغنم ، فعمد إلى رأس منها فذبحه ، وأصلح من لحمه ، وقدم إلي وكان فيما قدم إلي الدماغ فتناولت منه فاستطبته .
- فقلت له : طيب والله ، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً ويقدم لي الدماغ وأنا لا أعلم ، فلما خرجت لأرحل ، وجدت حول بيته دماً عظيماً وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره .
- فقلت : لم فعلت ذلك؟
- فقال: يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه فأبخل عليك به ، إن ذلك لسُبة على العرب قبيحة !
- قيل يا حاتم : فما الذي عوضته ؟
- قال: ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم
- فقيل: إذاً أنت أكرم منه
- فرد قائلاً : بل هو أكرم ، لأنه جاء بكل ما يملك وإنما جدت بقليل من كثير
قصص قصيرة عن كرم حاتم الطائي
قصة أخرى عن كرم حاتم الطائي كما روتها زوجته نوارة التي عايشت الكثير من التفاصيل والأحداث التي قدم فيها حاتم الطائي ضيوفه على أهل بيته، وهي كما يلي /
- قيل لنوارة زوجة حاتم الطائي، حدثينا عن حاتم ؟ قالت كل امره كان عجبا !
- أصابتنا سنة قضت على كل شئ، اقشعرت لها الأرض وأغبرت لها السماء ، وضنت المراضع على أولادها وراحت الإبل حدبا (أي أنها أصبحت هزيلة وضعيفة من الجوع) ؟
- إذ تضاغى الصبيان (وذلك كناية عن كثرة البكاء من الجوع) ، فلم نجد مانعللهم (أي لم نجد ولو القليل من الطعام ، لنسكت جوعهم) ، ثم افترشنا قطيفة لنا شامية ثم أقبل علي يعللنى لأنام فتظاهرت بالنوم . فقال لى أنمتى فسكت فقال ما أراها إلا قد نامت ومابي نوم !!
- وبعد مرور بعض الوقت من الليل وإذ جانب من البيت قد رفع ، فقال حاتم من هذا فقالت جارة لك يا أباعدي أتيتك من عند صبيتى وهم يبكون من الجوع ، فقال أعجليهم على، أي أأتى بهم علي !!!
- فوثبت عليه نوارة وقالت: لقد تضاغى أصبيتك ، فما وجدت ماتطعمهم به فكيف بهذا ؟؟
- فقال اسكتى فـ والله لأشبعنك ؟
- فقالت نوارة: فأقبلت المرأة ومعها الصبية ، فقام حاتم الطائي إلى فرسة فذبحها ثم قدح زندة وأشعل نارة فالتفت إلى المرأة وأعطاها .
هذه من بين قصة كرم حاتم الطائي مختصرة والتي توقفنا معها في موضوعنا هذا، وقدمنا لكم ما توفر من قصص كرم حاتم الطائي أحد مشاهير العرب في الكرم والذي يُنسب له الكثير من القصص في العطاء والكرم والجود والإيثار وحُبه الشديد لضيوفه وتقديم كل ما يستطيع لهم في سبيل راحتهم، حتى لو كان في أمس الحاجة هو وأسرته لهذه الأشياء التي يُقدمها لضيوفه.