كم عدد صلاة التراويح في رمضان، أهم ما يُميز شهر رمضان المبارك كثرة اجتهاد الناس في الطاعات والقربات لله عز وجل ليرضى عنهم ويغمرهم برحمته، ففي شهر رمضان تصفد الشياطين وتغلق أبواب النيران وتفتح أبواب الجنان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:” وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار”، لا ينفك المسلمون عن عمل الصالحات والإجتهاد في العبادات من صيام وصلاة وقراءة قرآن وذكر واستغفار، شهر رمضان يُقرب العبد من ربه ويجعله خفيفاً متواضعاً منكسراً لربه خاشعاً، شهر رمضان أنزل فيه القرآن الكريم وفيه ليلة خير من ألف شهر، قال تعالى:” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ”، من أبرز مظاهر شهر رمضان صلاة التراويح جماعة في المساجد.
تعريف صلاة التراويح
صلاة القيام في شهر رمضان المبارك هي صلاة نافلة في الإسلام وحكمها السنة المؤكدة على الرجال والنساء، يتم تأديتها في كل ليلة من الليالي من بعد صلاة العشاء ويمتد وقتها حتى قبل صلاة الفجر، حث النبي صلى الله عليه وسلم قيام رمضان، فقال:” من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”، صلاها النبي صلى الله عليه وسلم هو وصاحبته رضوان الله عليهم وترك الإجتماع عليها خوفاً من أن يعتمدها المسلمون لتكون فرضاً من الفروض، سميت بالتراويح لأنها تُصلى جماعة في ليالي رمضان وكلمة تراويح جمع ترويحة، حيث كان يستريح من اجتمع لصلاتها بين كل تسليمتين، ويُقال عنها قيام رمضان.
فضل صلاة التراويح
هي سنة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحث على قيامها ايمانا واحتساباً، كنا لابد على المسلمين إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتجنب تركها، ذكر في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل التراويح:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ، ومن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ”.
- قال الحافظ ابن رجب:” واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنّهار على الصّيام، وجهاد باللّيل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب”.
حكم صلاة التراويح
صلاة التراويح سنة مستحبة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وحكمها فرض كفاية، هي من شعائر شهر رمضان المبارك، ولا اثم على تاركها، والدليل على مشروعية صلاة التراويح ما يلي:
- “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غيرِ أن يأمرَهم فيه بعزيمةٍ . فيقول : من قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه فتُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأمرُ على ذلك . ثم كان الأمرُ على ذلك في خلافةِ أبي بكرٍ . وصدرًا من خلافةِ عمرَ على ذلك”.
- “صلَّى في المسجدِ ذاتَ ليلةٍ، فصلَّى بصلاتِه ناسٌ، ثم صلَّى من القابلةِ فكثُر الناسُ، ثم اجتمعوا من الليلةِ الثالثةِ أو الرابعةِ فلم يخرجْ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فلما أصبح قال: قد رأيتُ الذي صنعتُم، فلم يمنعْني من الخروجِ إليكم إلا أني خشيتُ أن تُفرضَ عليكم. قال: وذلك في رمضانَ”.
عدد ركعات صلاة التراويح
- ركعات صلاة التراويح بحسب ما ثبت أنها عشرون ركعة، لا تزيد ولا تقل، يتم الصلاة فيها على شكل كل ركعتين معاً، ثم استراحة بسيطة بين كل أربع ركعات، فقد ورد عن أُبيّ بن كعب حين صلّى في عهد عمر بن الخطّاب جماعة بالنّاس لأول مرّة صلّى عشرين ركعة.
- صفة صلاة التراويح وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:” أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عَن صلاةُ اللَّيلِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى، فإذا خشِيَ أحدُكُمُ الصُّبحَ، صلَّى رَكْعةً واحدةً توترُ لَهُ ما قد صلَّى”.
كم عدد صلاة التراويح في رمضان
وصف النبي صلى الله عليه وسلم صلاة التراويح على أن تكون من الليل من بعد صلاة العشاء وحتى قبيل الفجر، كان يُصليها إحدى عشرة ركعة، ولا حرج في الزيادة عليها، لم يتم التحديد من النبي صلى الله عليه وسلم عدد ركعات صلاة التراويح، وآراء العلماء في عدد ركعات صلاة التراويح ما يلي:
- الاول: أن ركعاتها عشرين ركعة وهذا ما قال به الشافعية والحنابلة والحنفية، يصلي الإمام عشرين ركعة يُسلم بعد كل اثنتين، ويستريح بعد كل أربع ركعات ويختم الصلاة بصلاة الوتر، واستدلوا على هذا الفعل من صلاة عمر رضي الله عنه في المسلمين إماماً يُصلي التراويح على عشرين ركعة.
- الثاني: وهم المالكية وعدد الركعات عندهم تسع وثلاثون ركعة، يستريحون بين كل أربع ركعات تسع مرات، وتكون ستاً وثلاثين ركعة، ويختمها الإمام بالوتر، واستدلوا بذلك من صلاة أهل المدينة هذا العدد لأنهم أردوا أن يساووا أهل مكة في الفضل.