أصبحت ممارسة اليوجا وتمارين التأمل شائعة اليوم، ويمدح الكثير من الممارسون فوائدها النفسية والجسدية، وتشير الأبحاث الحالية أيضًا إلى أن التأمل وممارسة اليوجا يمكنه أن يعزز من الصحة ويمد الإنسان بالمرونة بالتعامل مع الإجهاد.
وبشكل متزايد كانت ممارسة اليوجا والتأمل محور تركيز البحوث العلمية الهادفة لاختبار فوائدها. في الآونة الأخيرة، نشرت “Medical News Today” مجموعة كبيرة من الدراسات التي تشير للمزايا المختلفة لليوجا والتأمل، بما في ذلك علاج التدهور المعرفي، وتحسين آلام الظهر، وتخفيف الاكتئاب وعلاج الإجهاد.
وفي بحث علمي جديد نشرته مجلة ” journal Frontiers in Human Neuroscience” أن لليوجا والتأمل تأثير إيجابي على الجهاز العصبي المركزي وكذلك الجهاز المناعي، ويحسن من شعور الأفراد بالاستمتاع والرفاهية، كانت الدراسة التي أشرف عليها الدكتور “Dr. B Rael Cahn” من قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس أنجلوس جزءًا من مجموعة من الأبحاث التي تناولت مناهج مختلفة لتعزيز مرونة الجسم.
اليوجا والتأمل يُحسن المرونة
شارك المبحوثين في دورة لمدة ثلاثة أشهر في تمارين اليوجا والتأمل بجانب إتباع نظام غذائي نباتي، ومن بين 200 مبحوث من الرجال والنساء تطوع 98 للمشاركة في اختبارات القياس الحيوية وخضع 38 متطوع لتلك التقييمات.
تم تحليل بعض العينات البيولوجية للمبحوثين، وكان لدى بعضهم خبرة في ممارسة البوجا والتأمل بشكل متكرر، وتم تقييم المشاركين قبل وبعد الممارسة وكان عليهم الخضوع للتالي:
الاختبارات السيكومتروية (psychometric tests) التي جمعت بيانات عن صحتهم النفسية وصحتهم العقلية ومشاركاتهم النفسية.
اختبار BDNF ، لقياس الاستجابة المناعية والتمثيل الغذائي ومقاومة الإجهاد .
اختبار CAR، الذي يقيس تعزيز الكوريتزول وهو أيضًا هرمون يشارك في التفاعل بين ما تحت المهاد والغدة النخامية والغدة الكظرية.
واختبار قياس “pro- and anti-inflammatory cytokine levels” لقياس مضادات الالتهاب التي تشارك في عمل الجهاز المناعي.
وبعد التحليل وجد الباحثون أن الانخراط في ممارسة اليوجا والتأمل سبب تراجع في انخفاض مستويات القلق والاكتئاب، كما ذكر المشاركين زيادة نشاطهم وقدرتهم على التذكر، ومن وجهة نظر بيولوجية لاحظ العلماء زيادة في مستويات “BDNF plasma” فضلًا عن تعزيز مرونة الجسم للتعامل مع الإجهاد، وأظهرت النتائج أيضًا زيادة السيتوكين المضادة للالتهابات، وحدث انخفاض مماثل في السيتوكين المؤيد للالتهابات، مما ساهم في تقليل الالتهابات، وكذلك تحسين الأداء المناعي العصبي.
فوائد اليوجا والتأمل للجهاز العصبي
يعتقد الباحثون من النتائج التي تم جمعها من تعزيز الصحة النفسية والبدنية، وقد سلطوا الضوء من خلال نتائجهم على تحسين عناصر معينة في الجهاز العصبي المركزي ونظام المناعة وتعزيز الوعي والتركيز.
علاوة على ذلك أشارات النتائج أن التمارين يمكنها تحسين الحصين، يمكن الربط بين الخلايا العصبية في الحصين والتأثيرات المحتملة لحدوث الاكتئاب.
ومع ذلك يقول العلماء أن كل هذه الآثار الإيجابية قد لا تكون بسبب اليوغا والتأمل. ويقترحون أن البعض قد يكون بسبب ممارسات الأفراد الغذائية أو التفاعل الاجتماعي أو تأثير معلمي اليوغا والتأمل. ولكن الدكتور كان وفريقه متحمسون بشأن النتائج ويعتقدون أنها أساس للكثير من الفوائد الجسدية والنفسية.