ما الفوائد التي يجنيها الصائم من بدء فطوره على التمر؟ التمور من أكثر أنواع الفاكهة انتشارًا، والتمر (البلح اليابس) عبارة عن أكثر من 50 نوعا أفضلها النوع الأبيض، ولقد ذكر التمر في القرآن الكريم في سورة مريم قال تعالى: *وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا}، والتمر من فصيلة العنب والتين التي تتميز بارتفاع قيمتها الغذائية، ويعتبر التمر غذاءً صحيًا ومركزًا لتميزه باحتوائه على العناصر الغذائية ذات القيمة العالية، فهو غني بالمواد السكرية حيث تبلغ نسبتها ما بين 65- 75% من مكوناته، بالإضافة لأنه مصدر غني جدا بالأملاح المعدنية، والعديد من الفيتامينات ونسبة مرتفعة من الحديد والكالسيوم والفسفور فهو مفيد جدا للصائم.
ما الذي يتميز به التمر ليكون فطورًا للصائم؟
تتميز التمور بأنواع السكريات التي تحتويها، فهي تحتوي على الجلوكوز والفركتوز أحاديي التسكر، فهذه السكريات سريعة الامتصاص وتذهب مباشرة للدم عقب امتصاصها، ولا تحتاج لعمليات هضم معقدة لكي يتم تكسيرها، ومن ثم فهي تمد جسم الصائم بالسكريات البسيطة بشكل سريع جدا؛ ليعوض ما حدث من فقد السكر في الخلايا طوال ساعات الصيام، فسكر الجلوكوز الموجود في التمر سريع الامتصاص، لا يحتاج امتصاصه لعمليات هضم معقدة، كما هو الحادث في المواد النشوية والدهون، ولذلك نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفطر على رطبات، فإن لم تكن فتمرات قبل الذهاب لصلاة المغرب، فإن لم يجد فكان يفطر على الماء.
لماذا التمر دون بقية الفواكه الأخرى؟
الإفطار على التمر وما يحدث فيه من هضم سريع وبسيط، يعد أفضل وسيلة لتهيئة الجسم والجهاز الهضمي بعد ساعات من الصيام، حيث تكون معدة الصائم في حالة سكون وهدوء، خاصة أن الصيام هذا العام يمتد إلى 15 ساعة تقريبًا، لذلك فمن الناحية الصحية حين يتم الإفطار على التمر، وما يحويه من مواد غذائية بسيطة وسهلة الهضم وسريعة الامتصاص، فإن ذلك يمنح المعدة الفرصة اللازمة لتبدأ في إفراز عصارتها، والتهيؤ لتناول وهضم الوجبة الغذائية.
ماذا أيضا من فوائد التمر؟
تعتبر التمور بأنواعها مصدرًا جيدًا للبوتاسيوم والحديد وكذلك الكالسيوم، وتحتوي على نسبة عالية من الفسفور، كذلك فالتمور غنية بفيتامينA، ومتوسطة في احتوائها على فيتاميني B،C، وبغناها بفيتامين A فهي تعد بذلك مصدرا جيدا لتقوية أعصاب العين، وما تحويه من فيتامين B، فهي تعد بذلك مقوية للأعصاب ومفيدة للأوعية الدموية.
هل تحتوي التمور على دهون؟
تحتوي التمور على نسبة ضيئلة جدا من الدهون والبروتين، لكن التركيب الكيميائي للتمور يوضح احتواءها على نسبة جيدة من الألياف، ما يساعد على حركة الأمعاء ومنع الإصابة بالإمساك، وهي تفيد الصائم في هذه الحالة لكي يتلافى الإصابة بالإمساك، وفي الوقت ذاته فالتمر مصدر غني جدا بالبوتاسيوم الذي يعمل على طرد كميات الصوديوم الزائدة عن الجسم، والتي تؤدي إلى تخزين الماء، كما أن التمور مدرة للبول وتغسل الكلى، وتنظف الكبد من السموم الموجودة داخل هذه الأعضاء نتيجة احتوائه على نسبة عالية من السكريات البسيطة.
كذلك فالتمور لها تأثير على سرعة التهيج العصبي الناتج عن فرط نشاط الغدة الدرقية، فهي تحد من النشاط الإفرازي للغدة الدرقية، الذي يؤدي إلى سرعة التهيج العصبي والتوتر. فالتمر كنز من الكنوز الغذائية ومنجم حقيقي عالي القيمة الغذائية، ومهما ذكرنا ما به من فوائد فلن نوفيه حقه.
ما سبب حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تناول التمر؟
لقد كان غذاء أهل الجزيرة هو التمر لاشتهار المدينة المنورة بأفضل وأجود أنواع التمور، ولقد ذكرت أحاديث عدة حرص الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوة أمته لتناول التمور، قال صلى الله عليه وسلم في الصحيح: “من تصبح بسبع تمرات لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر”، وقال عليه الصلاة والسلام: “بيت لا تمر فيه جياع أهله”، وثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم “أنه كان يأكل التمر بالزبد والتمر بالخبز وكان يأكله مفردا”. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأكل التمر في جميع أوقات السنة.
بعد معرفة بعض الناس بفوائد التمر يأكلون منه كميات كبيرة فما رأيك في هذا السلوك الغذائي؟
التمر مفيد وفوائده عظيمة، ولكن مثله مثل أي طعام آخر، فإن الإكثار منه يؤدي إلى نتائج عكسية ويضر لأنه سيتسبب في زيادة الوزن لاحتوائه على كمية كبيرة من السكريات، فيجب الاكتفاء بأعداد فردية منه كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بتناول سبع تمرات فقط، وتعتبر ثلاث تمرات حصة غذائية من الفاكهة، فيجب تقنين الكمية حتى لا يؤدي الإفراط في تناول التمر لزيادة الوزن. فتناول كمية قليلة من التمر يكفي لكي يخلص الجسم من السموم والمعادن الثقيلة مثل الرصاص ويحصل الجسم منه على الفائدة.
هل يمنع التمر في حالة الإصابة بالسمنة؟
على عكس ما نعتقد فالتمر يفيد جدًا في حالات السمنة، حيث إن السبب الرئيسي للإصابة بالسمنة هو الشعور الدائم بالجوع والشهية للطعام، وبالتالي يزداد إقبال الشخص السمين على تناول كميات أكبر من الدهون والسكريات أثناء الأكل، والعلاج لهذه الحالة يكون تناول بضع حبات من التمر عند الإحساس بالجوع، ليساعد على شعور الشخص بالامتلاء والشبع، وستعمل بضع حبات من التمر على إمداد الجسم بالسكر الضروري لسد هذا الشعور بالجوع، وهذا ما جاء به حديث النبي صلى الله عليه وسلم “بيت لا تمر فيه جياع أهله”.
وماذا عن الماء وفوائده للصائمين؟
يهمل الكثير من الصائمين شرب الماء في فترة الإفطار، وكثير من الأشخاص يربطون شربهم للماء بشعورهم بالعطش، دون الالتفات لحاجة الجسم لكمية مناسبة من الماء.
أليس من المفترض أن نشرب الماء مع شعورنا بالعطش؟
يشير الشعور بالعطش إلى ضرورة شرب الماء، ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا الشعور كمؤشر لحاجة الجسم للماء، خاصة عند الصائمين لأن الشعور بالعطش حالة يصفها الأطباء، بأنها تشكل تنبيها متأخرًا لحاجة الجسم للماء، ويزيد التنبيه على ضرورة شرب الماء بكميات كافية في رمضان، ومحاولة تجنب فقدها خلال فترة الصيام، وتجنب المجهود البدني الذي يحدث حالة من التعرق، خاصة أن رمضان هذا العام بفصل الصيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة يزداد فقد الجسم للسوائل، فيجب التنبه لهذا الأمر وتعويض الجسم بالماء والسوائل المختلفة.
ما أهمية الماء لجسم الإنسان؟
الماء هو الحياة وهذا ما جاء في الآية الكريمة في قوله تعالى: *وجعلنا من الماء كل شيء حي}. فهو أساس حياة أي كائن حي ويقول تعالى أيضا: *أفرأيتم الماء الذي تشربون} فأهمية الماء أنه يدخل في كافة العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان.
ما فوائد الماء أيضا؟
يحفظ الماء درجة حرارة الجسم وينظمها، ويساعد على تنشيط وظائف الكليتين، وتخليص الدم من السموم، كما يقوم بدور الوسيط في كثير من العمليات الكيميائية داخل الجسم ويساعد على وصول الجسم للاتزن الكيميائي، ويعمل على منح الجسم الرطوبة اللازمة، وتنشيط الجهاز الهضمي، وتسهيل عمليات الإخراج، كما يعمل على نقل الغذاء إلى أنسجة الجسم المختلفة. ويعتبر الماء منظفا داخليا للجسم وهو منشط قوي للدورة الدموية.
هناك بعض الأشخاص لا يحبون شرب الماء؟
في هذه الحالة يمكنهم التحايل على الأمر ببعض الأفكار، مثل وضع شرائح الليمون، أو بعض أوراق النعناع، أو شرب الماء البارد، أو وضع مكسبات الطعم لإكساب الماء بعض النكهة، وفي هذه الحالة سيساعدهم ذلك على تناوله وشربه. كما أنهم يمكنهم تناول رشفات صغيرة في أوقات زمنية متقاربة، وسينتهي بهم الأمر لشرب الكمية التي يحتاجونها من الماء.
ما الكمية التي يحتاجها الشخص من الماء؟
يحتاج الشخص من 6-8 أكواب من الماء، أي ما يعادل 1.5-2 ليتر، تزيد في حالة الجو الحار أو ممارسة مجهود بدني أو رياضة، أو التعرض للشمس والخروج في الأجواء الحارة.
ما حقيقة شرب الماء مع الطعام؟
شرب الماء مع الطعام ليس فيه أية مشكلة صحية كما يعتقد البعض أنها السبب في ظهور الكرش، فالماء ليس به أي سعرات حرارية، واعتقاد البعض بأنه يتسبب في عسر الهضم، فهذا غير صحيح بل تناول الأطعمة الدسمة هي التي تتسبب في هذه الحالة.
ما النصيحة الأخيرة التي تهدينها للصائمين؟
على الصائمين الحرص على تناول التمر والماء (الأسودان) على فطورهما؛ لأن ذلك يفيد الصائم كثيرا كما رأينا من خلال ما ذكرناه من فوائد كلا من التمر والماء، وفي الوقت ذاته فإن بتناول التمر والماء نكون بذلك قد طبقنا سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وكل عام أنتم بخير.