لما قال الأعرابي “أنسب لنا ربك” للنبي ﷺ نزلت سورة الكافرون، وهي ترد على دعوى الشرك وتعبر عن رفض النبي للتوفيق بين عبادة الله وعبادة الأصنام.
في أحد المواقف التي تُظهر شغف العرب الأوائل بفهم التوحيد وصفات الله تعالى، ورد أن أعرابيًا جاء إلى النبي محمد ﷺ وقال له: “انسب لنا ربك”، أي صف لنا ربك وعرّفنا به. فكان هذا السؤال سببًا في نزول سورة من أعظم سور القرآن الكريم، وهي: سورة الإخلاص.
سياق الموقف:
قال بعض المفسرين إن العرب، قبل الإسلام، كانوا يعبدون الأصنام ولهم تصوّرات خاطئة عن الإله، وعندما سمع بعضهم برسالة التوحيد، أراد أن يعرف صفات هذا الإله الواحد الذي يدعو إليه محمد ﷺ. فجاء هذا الأعرابي يسأل النبي ﷺ: من ربك؟ ما صفاته؟
فأنزل الله تعالى قوله:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}
شرح السورة باختصار:
- {قل هو الله أحد}: الله واحد في ذاته وألوهيته، لا شريك له.
- {الله الصمد}: المقصود بكل الحوائج، الكامل في صفاته، الذي لا يحتاج إلى غيره.
- {لم يلد ولم يولد}: نفي للمعتقدات الباطلة بأن لله ولدًا أو والدًا.
- {ولم يكن له كفوا أحد}: لا نظير له، لا في ذاته ولا في صفاته.
أهمية هذه السورة:
- تعدل ثلث القرآن في الفضل.
- توضح عقيدة التوحيد بأوضح عبارة.
- يحرص المسلمون على قراءتها في الصلاة والأذكار اليومية.
جاء سؤال الأعرابي بدافع الفهم، فجاء الجواب من عند الله، سورةً تُعلّم الأمة من هو الله بأبلغ بيان وأعظم وصف. وهكذا كان القرآن الكريم يتنزل استجابة لحاجات الناس، ويعلمهم التوحيد الخالص بأسلوب رباني معجز.
