ينقسم مصطلح ليلة القدر إلى قسمين الأول الليلة، وهو الوقت الذي يبدأ منذ حين غروب الشمس لحين طلوع الفجر، والقسم الثاني هو القدر، فتعددت آراء الفقهاء عن بيان المعنى المحدد من القدر، فالمقصود بالقدر التعظيم والتشريف، فهي ليلة مباركة، تتنزل فيها الملائكة ورحمات من الله عز وجل.
ليلة القدر
لم يحدد موعد لليلة القدر حيث أن الأرض تضيق وتمتلئ بالملائكة، فالملائكة في تلك الليلة المباركة تكتب كل ما تم تقديره من رزق والآجال من الله عز وجل لقوله تعالى: { (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ*أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}.
فضل ليلة القدر
لليلة القدر الكثير من الفضائل الكبيرة، ونذكر منها:
– فيها البركة والخير والفضل العظيم، فقد قال عز وجل: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}، وبها أيضًا الكثير من الثواب العظيم والأجر للمسلم الذي يقيمها.
– نزل في تلك الليلة أشرف وأعظم الكتب، فقد أنزل فيها من الله عز وجل القرآن الكريم، كهداية للعالمين، وخصها الله بذلك دلالة على علو شأنها وعظمتها، فقد قال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
– تكتب الملائكة في تلك الليلة المباركة الأعمال، وتقدر فيها الآجال والأرزاق، وكل شيء مقدر في السنة التي تأتي فيها ليلة القدر لحين السنة التالية، فتفصل كل ما كتب من أي أمور محكمة بعلم من الله وقدرته ومشيئته ورحمته من اللوائح المحفوظة، حتى تسجل الملائكة في صفحه بأمر الله عز وجل، فقد قال تعالى: { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.
علامات ليلة القدر
لليلة القدر علامات عديدة نذكر منها:
– تلك الليلة ينشرح فيها صدر وقلب المؤمن، ويتجدد النشاط في نفسه للعبادة، والفعل الخير.
– الشمس تظهر من الصباح كالقمر في الشبه حينما يكون بدرًا، فلا يظهر للشمس شعاع، وتكون في مستوى متساوي، حيث روى أبي بن كعب –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلًا: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا).
– ليل ليلة القدر يوصف بالاعتدال، حيث وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني كنتُ أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ ، ثم نُسِّيتُها وهي في العَشْرِ الأَوَاخِرِ من ليلتِها ، وهي ليلةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لا حارَّةٌ ولا باردةٌ)، وتعني كلمة بلجة ليلة تتميز بالإشراق، فلا حر فيها ولا برد.
الحكمة من عدم تحديد ليلة القدر
– حتى يشغل بال المسلم وقته بعبادة الله عز وجل طوال الشهر، وخاصة في الأيام العشر الأخيرة، فلا يشغل باله بوقت محدد ولكن يشغل باله بالعبادة فقط فما كان الله عز وجل ليخفي شيئًا، فيطلب من الناس البحث عنها.
– لعدم فعل المسلم أي من المعاصي، فلو أقدم على معصية وهو يعلم أنها ليلة القدر توجب عليه الإثم الكبير.
– يعظم المسلم من كافة ليالي رمضان، ولا يقتصر عمله بالخير والثواب على ليلة واحدة فقط.
– حصول العبد على ثواب الاجتهاد والسعي في أعمال الخير لينال الأجر والثواب من التعبد والطاعة لله عز وجل.
ليلة القدر “اعمال يستحب فعلها”
– يجب أن يحي المسلم ليلة القدر بالقيام، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
– كثرة الدعاء فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).