ما هو الطائر الذي يتغذى في اليمن ويتعشى في العراق

ما هو الطائر الذي يتغذى في اليمن ويتعشى في العراق

يُتداول في التراث العربي سؤال طريف يقول: “ما هو الطائر الذي يتغذّى في اليمن ويتعشّى في العراق؟”، وقد يبدو الأمر غريبًا للوهلة الأولى، لكن خلفه حقيقة علمية تتعلق بعالم الطيور المهاجرة التي تقطع مسافات هائلة خلال اليوم الواحد.

ما هو الطائر الذي يتغذى في اليمن ويتعشى في العراق

الطائر الذي يشتهر بأنه يتغذى في اليمن ويتعشّى في العراق هو طائر العقاب، ويعود ذلك إلى قدرته المذهلة على الطيران لمسافات طويلة بسرعات عالية، مما يجعله يقطع آلاف الكيلومترات خلال رحلاته الموسمية.

تتميّز الطيور الجارحة بقدرتها المذهلة على الطيران لمسافات طويلة بحثًا عن الغذاء، ومن أبرزها طائر العُقاب الذي ذاع عنه مثلٌ شعبي يقول إنه “يتغذى في اليمن ويتعشّى في العراق”. وعلى الرغم من أن العبارة تُستخدم مجازًا للدلالة على سرعة الحركة واتساع النطاق الجغرافي، فإنها تعكس في الوقت نفسه طبيعة هذا الطائر القوي الذي يشتهر بالهجرة الموسمية والانتقال بين مناطق بعيدة في العالم العربي.

ما هو طائر العقاب؟

العُقاب هو أحد أكبر الطيور الجارحة وأكثرها هيبة، وينتمي إلى عائلة النسور. يتميز بقوة مخالبه وحدة بصره وقدرته على الانقضاض بسرعة مذهلة على فرائسه. تنتشر أنواع العقاب في مناطق واسعة من شبه الجزيرة العربية، والشرق الأوسط، وأفريقيا، ويُعدّ بعضها من الأنواع المهاجرة.

لماذا يُقال إنه يتغذّى في اليمن ويتعشّى في العراق؟
هذه العبارة ليست وصفًا دقيقًا لسلوك نوع محدد، بل هي تعبير مجازي يعكس:

  • سعة نطاق تحليق طائر العقاب وقدرته على قطع مئات الكيلومترات في اليوم الواحد.
  • قوة الطائر ومهارته في الصيد؛ فهو قادر على الوصول إلى أماكن متباعدة خلال فترة قصيرة.
  • وجود أنواع من العقاب تمرّ عبر اليمن والعراق ضمن مسارات هجرتها الطبيعية، خاصة خلال فصلي الربيع والخريف.
  • وبذلك جاء المثل على لسان العرب للتعبير عن الشخص واسع الحركة أو الذي ينتقل بين الأماكن بسرعة، قياسًا على حركة هذا الطائر.

العقاب في اليمن والعراق

في اليمن: تُعد المناطق الجبلية والوديان بيئات مناسبة لرؤية بعض أنواع العقاب مثل العقاب الذهبي والعقاب الإمبراطوري، حيث يجد الطائر فرائسه من الأرانب والزواحف والطيور الصغيرة.
في العراق: تظهر بعض الأنواع في السهول والأنهار والمناطق شبه الصحراوية، وتستفيد من وفرة القوارض والطيور المائية، خاصة خلال فترات الهجرة.

دور العقاب في النظام البيئي
يمثل العقاب عنصرًا مهمًا في التوازن البيئي لأنه:

  • يحد من انتشار القوارض والحيوانات الضعيفة.
  • يحافظ على صحة النظام الغذائي في المناطق التي يعيش فيها.
  • يُعد مؤشرًا مهمًا على سلامة البيئة؛ فوجوده يعني أن النظام البيئي متوازن وغني بالفرائس.

سواء أكان المثل الشعبي حقيقة حرفية أم مبالغة بلاغية، يبقى طائر العُقاب رمزًا للقوة والاتساع والقدرة على التحليق عبر حدود البلدان. فمشهد طائرٍ يبدأ يومه في جبال اليمن ويُنهيه فوق سهول العراق يعكس عظمة هذا المخلوق الذي جعل من السماء طريقًا بلا نهاية.