أثبتت الدراسات بأنه يعيش أكثر من 29 مليون شخص حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية بمرض السكري ، أي حوالي 9.3% من سكان البلاد ، ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها ، فإن 15.5 مليون من تلك النسبة من الرجال و 13.4 مليون من النساء.
ولا يعرف الباحثون لماذا يصاب الرجال بمرض السكري أكثر من النساء ، ولكن دراسة أجريت في عام 2011 م نشرت في مجلة علم أمراض السكري ، والتي ركزت بشكل خاص على الأشخاص الأوروبيين المصابين بداء السكري من النوع الثاني ، وجدت أن الذكور قد تكون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عندما يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أقل من نظرائهم من الإناث .
وبالرغم من أن مرض السكري من النوع الثاني ينتشر أكثر في الرجال ، إلا أنه أكثر ضررًا في النساء نظرًا للتغيرات التي تمر بها السيدة في حياتها ، من فترات حمل ورضاعة وانقطاع في الطمث واضطراب في مستوى الهرمونات .
كيف تؤثر الهرمونات لدى السيدات على مستوى السكر في الدم ؟
يقول الطبيب جريجوري دوديل وهو طبيب الغدد الصماء في مدينة نيويورك ، إن العديد من التحديات التي تواجه النساء المصابات بالسكري ، ترتبط ارتباط قوي بهرموناتهن أي هرمون الإستروجين والبروجسترون.
حيث أن الجسم يفرز الأنسولين بصورة طبيعية للمساعدة في الحفاظ على نسبة السكر في الدم في مستويات صحية ومنتظمة ، ويساعد هرمون الإستروجين على زيادة شعور الجسم بهرمون الأنسولين وزيادة الاستجابة له .
لكن مع مرور الوقت مستوى هرمونات الإستروجين والبروجستيرون تقل خاصة قبل وأثناء سن اليأس ، فيصبح الجسم أكثر مقاومة للأنسولين مما تقل قدرة السيدة على ضبط مستوى سكر الدم .
بل والجدير بالذكر أن الهرمونات يمكن أن تؤثر أيضًا على نسبة السكر في الدم كل شهر أثناء الدورة الشهرية ، حيث تواجه السيدة تقلبات في مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون .
وهذا يمكن أن يسبب أيضًا في مقاومة الأنسولين مما يلاحظ ارتفاع في نسبة السكر في الدم في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية ، وبالتالي يجب أن تلاحظ كل سيدة مستوى سكر الدم أثناء الدورة الشهرية ، فإذا لوحظ زيادة مستمرة في نسبة السكر في كل دورة شهرية فيجب استشارة الطبيب في التعامل مع ذلك الأمر .
نفس النصيحة للنساء في سن اليأس حيث تحتاج عملية ضبط مستوى السكر إلى مجهود أكبر ، وحذر في تناول طعام صحي ومتوازن وممارسة رياضة لبناء عضلات .
الحمل ومرض السكري
يجب على النساء المصابات بداء السكري من النوع 2 أن يكونوا حذرين بشكل خاص في فترة الحمل ، وعلى الرغم من أنه من الممكن أن يكون الحمل صحي ويولد طفل صحي ، لكن السكر المرتفع في فترة الحمل يمكن أن يزيد من خطر الاجهاض والولادة المبكرة والعيوب الخلقية .
وبالتالي التأكد من استقرار نسبة السكر في الدم هو الأهم قبل التخطيط للحمل ، وذلك لأن ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن ينتقل إلى الجنين من خلال المشيمة ، وتحدث زيادة خطر حدوث العيوب الخلقية خلال الأشهر الثلاثة الأولى ، بل عندما تتطور أجهزة الجنين يسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم مخاطر للأم ، مثل حدوث الكلى السكري ومشاكل في العين والمسالك البولية والالتهابات المهبلية .
كما أن بعض أدوية السكري قد لا تكون آمنة أثناء فترة الحمل ، لذا تأكد من التحدث مع فريقك الطبي حول خياراتك من الأدوية التي يمكن تناولها قبل الحمل .
مضاعفات مرض السكري لدى السيدات :
– أمراض القلب والشرايين التاجية :
السبب الرئيسي للوفاة بين النساء المصابات بمرض السكري هو أمراض القلب ، وتصل نسبة وفاة النساء المصابات بمرض السكري بسبب حدوث نوبات قلبية ، إلى ضعف النساء اللواتي لا يعانين من مرض السكري .
ووجدت دراسة نشرت في عام 2011 م في مجلة التغذية والتمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية ، أن النساء المصابات بالسكري من النوع 2 هم أيضًا في خطر أعلى من الرجال المصابين بمرض السكري .
وبالتي يجب على السيدات تناول طعام صحي خالي من الدهون ، وممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة وعدم التدخين وضبط مستوى ضغط الدم ، للحد من الوفاة بسبب أمراض القلب المصاحبة لمرض السكري من النوع الثاني .
– مرض تكيس المبايض :
مرض تكيس المبايض يؤثر بشكل مباشر على توازن الهرمونات في الجسم ، ومن بينهم هرمون الأنسولين وقد تزيد مقاومة الجسم لهرمون الأنسولين ، مما يزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ويعد تكيس المبايض ، هو السبب الأشهر للعقم لدى السيدات .
– مشاكل جنسية :
تقريبًا نحو 42% من السيدات التي تعاني من مرض السكري من النوع الثاني تعاني من ضعف جنسي ، وقلة في الرغبة الجنسية وقلة الإحساس أثناء الجماع ، وجفاف في المهبل وبالتالي إذا وجدت أن الحياة الجنسية تتأثر بمرض السكري من النوع الثاني يجب استشارة الطبيب لإيجاد الحل المناسب .
– التهابات فطرية :
يعد ارتفاع السكر في الدم وسط مناسب لنمو الفطريات ، وبالتالي يجب ضبط مستوى سكر الدم لمنع العدوى المتكررة بالالتهابات الفطرية
– اضطرابات في الطعام :
عند ارتفاع مستوى سكر الدم يبدأ الجسم في تكسير الدهون والبروتينات للحصول على مزيد من الطاقة ، مما يبدأ الشخص في خسارة الوزن وهنا يجب استشارة الطبيب لتنظيم الأكل ومتابعة سكر الدم بشكل مستمر .
– اكتئاب :
يشاع حدوث الاكتئاب لدى السيدات التي تعاني من مرض السكري من النوع الثاني أكثر من غيرهم من السيدات ، لرفضهن العيش بأحد الأمراض المزمنة ويجب استشارة الطبيب حتى يقودك إلى حياة نفسية سليمة وصحية .