حكمة الله من خلقنا من أب واحد وأم واحدة حتى لا نَفْتَخِرَ بالأنساب هي توحيد الأصل والخلق، ليكون التنافس والتفاضل بين البشر ليس في النسب بل في التقوى والعمل الصالح.
خلق الله تعالى الإنسان وسوّاه، وجعل له أصلًا واحدًا، فقال سبحانه في كتابه الكريم:
“يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم” [الحجرات: 13].
ومن حكمة الله العظيمة أن خلق البشر جميعًا من أب واحد هو آدم، وأم واحدة هي حواء، ليكونوا أمة واحدة في الأصل والمنشأ، فلا يكون بينهم سبب حقيقي للتفاخر بالأنساب أو التكبر بالقبائل أو الألوان أو الأعراق.
الاجابة : صواب.
هذا الأصل المشترك يؤسس لمبدأ المساواة بين الناس، ويُذكّرهم أن الكرامة عند الله لا تُنال بالحسب ولا النسب، بل بالتقوى والعمل الصالح. لذلك، فإن الدعوة للتفاخر بالأنساب أو احتقار الآخرين بناءً على أصولهم تُعد سلوكًا مرفوضًا في الإسلام، ويتنافى مع الحكمة الربانية من الخلق.
كما أن هذا التذكير بوحدة الأصل يدفع الناس إلى التعاون والتراحم والتعارف، لا إلى التباغض والتعالي، ولهذا قال النبي ﷺ:
“إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم من تراب”.
إذن، فخلق البشر من أصل واحد هو رسالة تربوية عظيمة، تُعلمنا التواضع، والأخوة الإنسانية، ونبذ التفرقة والتفاخر الجاهلي، وتدعونا إلى أن نرتقي بأنفسنا بالعلم والتقوى والعمل الصالح، لا بالنسب والاسم.
