تعتبر علاقة الزواج من أسمى العلاقات بين البشر على الإطلاق، ولكن بطبيعة الحال قد تشوب هذه العلاقة مشكلات زوجية تحدث في جميع علاقات الزواج، بل هي من جزء أساسي من الحياة الزوجية، وهي التي تعمق معرفة الطرفين ببعضهما، ولكن لتجاوز هذه المشكلات بأقل الخسائر مع الحفاظ على المودة والرحمة، يجب اتباع بعض مهارات التعامل مع المشكلات الزوجية والتي نوضحها في مقالنا.
مهارات التعامل مع المشكلات الزوجية
من أهم مهارات التعامل مع المشكلات الزوجية ما يلي:
التواصل الجيد:
التواصل الجيد يساعد على معرفة سبب المشكلة وجوانبها، والتعبير عن مشاعر كل طرف والتوصل لوجهات النظر المختلفة، وحل المشكلة بسهولة.
الاستماع الجيد:
على الرغم من أن الاستماع الجيد ليس هو الحل للمشكلات، ولكن نصف الحل يكمن فيه، حيث أن قدرة كل طرف على الاستماع للطرف الآخر بعناية تساعد على احترام بعضهما، والرغبة في إيجاد الحلول مهما كانت صعبة.
التعاون في اتخاذ القرارات:
يعتبر التعاون بين كلا الزوجين في اتخاذ قرارات العلاقة بينهما، وعدم تفرد طرف باتخاذ القرارات وتهميش الطرف الآخر من أهم المهارات التي يجب على الطرفين اتباعها، وغياب التعاون من شأنه أن يؤدي لتفكك العلاقة.
التسامح:
التسامح من المهارات الهامة التي يجب على الزوجين تعلمها، حيث أن غفران كل طرف لأخطاء الآخر هو الذي يساعد على استمرار العلاقات.
كيفية حل الخلافات الزوجية
فيما يلي أهم الطرق التي يجب اتباعها في حل الخلافات الزوجية:
- تجنب سوء الفهم:
والذي يؤدي لتفاقم الخلاف بين الطرفين، ولهذا فإن تعبير كل طرف عن قصده يساعد على تجنب سوء الفهم.
- محاسبة النفس والاعتراف بالخطأ:
حيث قد ينشأ الخلاف الزوجي أحياناً من خطأ من أحد الزوجين، ولهذا فإن محاسبة النفس والاعتراف بالخطأ مهم لحل الخلافات.
- الخصوصية في الخلافات:
حيث يجب على الزوجين إبقاء خلافاتهما بينهما وعدم تطويرها بإخراجها خارج محيط المنزل، والحفاظ على الأسرار الزوجية تساعد على حل الخلافات بسرعة.
- النقاش الدائم:
حيث أن فتح باب النقاش بهدوء حتى يصل الزوجان لحل يرضيهما معاً هو أفضل وسيلة لحل الخلافات.
- عدم تذكر خلافات قديمة:
حيث يجب على الزوجين التركيز على سبب الخلاف فقط دون التطرق لخلافات قديمة قد تزيد الموضوع تعقيداً.
- القناعة والرضى بالطرف الآخر:
حيث أن وجود القناعة عند الزوجين تجاه أحدهما الآخر والرضى تجاهه يؤدي لتقبل كل منهما للآخر بعيوبه.
- حل المشاكل دون غضب:
حيث يجب على الزوجين الانتظار حتى تهدأ الأوضاع بينهما ويزول الغضب، ثم يبدآن في حل الخلاف في هدوء وعقلانية.
- التنازل:
الحياة الزوجية بأكملها تتطلب التنازل وليس مجرد الخلافات، حيث أن الزواج أخذ وعطاء، وتنازل عن بعض الحقوق في مقابل سعادة الطرفين.
حل المشاكل الزوجية المستعصية
فيما يلي أهم المشكلات الزوجية المستعصية وطرق حلها:
المشاكل الجنسية:
- تعتبر من أهم المشاكل الزوجية التي قد تؤدي للطلاق، ومن أهمها النفور الجنسي والملل، اختلاف الرغبة الجنسية، الإكراه الجنسي، الضعف الجنسي، المساومة الجنسية.
- ويبدأ حل هذه المشاكل من محاولة التجديد في العلاقة الجنسية، وتجريب أشياء وأوضاع جديدة، ووضع جميع خلافات الحياة اليومية جانباً عند الدخول للفراش.
الخلافات المالية:
- والتي تتفاقم خاصة مع اختلاف طباع الزوجين في إدارة الأمور المالية، أو عدم الاتفاق منذ البداية.
- وتتمثل في بخل الزوج، أو اختلاف أولويات الطرفين، أو تبذير أحد الزوجين، أو مساهمة الزوجة في الأمور المالية.
- ويكمن حل هذه المشاكل في الاتفاق في الأمور المالية منذ البداية، وتوضيح المسئوليات المالية وفق الشرع، والاستقلال المالي للمرأة.
أنواع المشاكل الزوجية وحلولها
ومن أهم أنواع المشاكل الزوجية وحلولها ما يلي:
المشكلة: غياب أو تلاشي الاهتمام بين الزوجين، وغياب الشغف من العلاقة الزوجية.
الحل: التجديد في العلاقة الزوجية بكل جوانبها، فهم مراحل وتطورات العلاقة، مبادرة أحد الزوجين بالاهتمام.
المشكلة: الاختلاف في طرق تربية الأبناء، أو الخلاف حول الرغبة في الإنجاب من عدمه، وعدد الأطفال.
الحل: معرفة الزوجان بطرق التربية الإيجابية التربوية الصحيحة، وقراءة الكتب التربوية، وتعلم أساليب التربية الصحيحة معاً.
المشكلة: غياب الثقة بين الزوجين، والشك المفرط، والغيرة الزائدة.
الحل: علاج جذور هذا الشك وعدم الثقة، ومحاولة كل طرف إعادة ثقة الآخر به، واحتواء غيرته، والتناقش حول سبب الشك.
المشكلة: المشاكل المتشابكة مع عائلة الزوج أو الزوجة، والعلاقات بين الزوجين وأسرهم.
الحل: وضع كل طرف حدوداً واضحة مع عائلته بصورة لائقة، وأن يكون الاحترام هو السائد بينهم، ومرونة الزوجين في فهم الحساسية بين العلاقات.
حل الخلافات الزوجية بالقرآن
إذا تدبرنا في القرآن نجد أنه قام بتوفير جميع الحلول الخاصة بالخلافات الزوجية، وفيما يلي أهم الآيات التي اختصت في هذا:
” وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ” الآية 102، سورة البقرة.
“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” الآية 21، سورة الروم.
“هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَٰحِدَةٍۢ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِۦ ۖ فَلَمَّآ أَثْقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَٰلِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ” الآية 189، سورة الأعراف.