تعتبر القدس هي اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومهما تعددت المدن والاماكن ستظل القدس هي المكان العظيم المقدس، فهي مدينة الانبياء والرسل، ومهبط الرسالات السماوية، وضع الله عز وجل العديد من الايات التي ذكر فيها الاقصى، حيث انها زهرة المدائن، وتعتبر من الحضارات المتوجة على عرش الحضارات، والقدس من المدن التي تعتبر ذات عراقة واصالة، ومهما وصفنا مكانة القدس لن نوفي بحق القدس.
وصف مدينة القدس
تعتبر مدينة القدس بشوارعها العفيفة الطاهرة، والتي تحكي حكاية الصمود والعزة والفخر، حيث تقف شامخة بكل ما فيها، وهي تقول لن انحني رغم كل العواصف، رغم كل الضغوط التي يضعها العدو الغاشم الصهيوني، وذالك رغم ان الجميع تخلى عنها وخذلها، ففي كل زاوية من زوايا القدس تحكي قصة وعبرة، والعديد من الامال ربما يصيبه السكون بعض الاحيان، ولكن الامل لا يموت، ومهما كانت شوارع الاقصى مظلمة ستبقى شوارعها تتكلم بالحق والشموخ والامل.
حيث اشار الله عز وجل في آياته الى تلك المدينة، لانها مدينة مباركة، مدينة الانبياء والرسل، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث تتعرض مدينة الاقصى اليوم الى اقبح العنصرية من الصهاينة، حيث انها صامدة امام الاحتلال الذي يحاول طمس الهوية بأفعاله، وهي استباحة المسجد الاقصى.
موقع المسجد الأقصى
يقع المسجد القصى في قلب مدينة القدس، ويعتبر من اقدم الاماكن على وجه الارض، وروى الرسول عليه الصلاة والسلام ان المسجد الاقصى بني بعد الكعبة بأربعين عام ، حيث ذكر في القرآن الكريم، وذالك لتعظيمه، وشهد الرسول صلى الله عليه وسلم رحلة الاسراء والمعراج لقوله تعالى:سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البصير”. وهو أحد اٍلمساجد الِثلاثة، التي تُشد الرحال إليها، كما قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: «لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا (المسجد النبوي)، والمسجد الأقصى».
نشأة مدينة القدس
نشأت القدس على ايدي الكنعانيين، وذالك منذ 5000عام قبل الميلاد، حيث سكنوا فيها اليابوسيون، حيث تم تسمية المدينة بإسم يابوس وذالك نسبة لهم، وبالاضافة لذالك ان مدينة القدس تقع في قلب فلسطين، لذالك كانت محط اطماع المستعمرين، لجودة استراتيجيتها، وكانت محط لاطماه العديد من القدماء مثال الفرس والرومان و العثمانيين والصليبين، حيث شهدت العديد من الحروب والمذابح ضد اهلها.
حيث كان سليمان القانوني في زمن العثمانيين يرمم المدينة فبنى سور عظيم يحيط بالقدس من جميع الجوانب، والتي كان لها في تلك الاوقات سبعة ابواب، واسماء تلك الابواب باب الاسباط، وباب النبي داوود عليه السلام، وباب الخليل، وباب العمود، وباب الحديد، حيث اعاد عبد الملك بن مروان السور في عهده.
أهمية مدينة القدس
تعتبر مدينة القدس رمز من الرموز السياحية العالمية، والتي يزورها العديد من كل الدول حول العالم، لانها ذات اهمية دينية وتاريخية واثرية، حيث تضم المعالم الدينية ومنها قبة الصخرة والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة.
وتعتبر مدينة القدس ذات اهمية اقتصادية، ويعتبر السوق القديم ذات مركز تجاري عالمي متعدد في العديد من المحلات، والتي جذبت السياح اليها، ومدينة القدس هي ملتقى لديانات السماوية الثلاثة، الاسلام والمسيحية واليهودية، وهي تعتبر اولى القبلتين وثالث الحرمين، بعد المدينة المنورة.
فعٍَنْ أَبِي هُرَيِْرَةَ، قَالَ: قَالَ ًرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عََلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لا تُشَدَُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاًثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسٍْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِي ٍهَذَا ، وَالْمَسْجِدِ ٍالأَقْصَى “
فالمسجد الاقصى مكانته عظيمة عند المسلمين، حيث يقدس الزوار تلك الاماكن في مدينة القدس وهي حائط البراق، وكنيسة القيامة، وابواب المسجد الاقصى، وقبر النبي موسى وزكريا ويحي عليهم السلام، وايضا جبل النبي داوود، وهكذا تكون مدينة القدس والتي تعتبر من اكبر المعالم السياحية في العالم واجملها، دمتم بكل خير.