لقد شرع الله عز وجل الزكاة لحكمة يعود خيرها على الفرد والمجتمع، من تأليف القلوب فهي تحث المسلم الغني أن يفكر في بقية المسلمين ويشعر بهم ويحسن إليهم، وهذا ما يسمى بالتكافل الاجتماعي، فيجمع المسلم بين خيرين أداء الفريضة التي أوجبها الله عليه، ومنفعة أخوه المسلم ومساعدته، وأيضًا تزكية للمال ومضاعفته، ففي التصدق وقاية من الآفات، وسبب في زيادة الرزق، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم [ ما نقص مال من صدقة]، فالزكاة سبب لنزول الخير، وبها ينال المسلم رضا الله عز وجل وسبب للتكفير عن الذنوب، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن [صدقة السر تطفئ غضب الرب]، وأن [الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار].
ما معنى الزكاة
والزكاة من التذكية، وهي “الطهارة” والمراد منها تطهير المال وتزكيته وتنقيته، ربما تخلل المال بشيء حرام دون علم المسلم، ورد لفظ الطهارة في سورة التوبة {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا}، وتعني اصطلاحا: مقدار مخصوص من مال مخصوص لطائفة مخصوصة، والزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة.
كم نصاب زكاة المال
والنصاب يعني أن المال قد بلغ قدرًا معلومًا، أي هو الحد الأدنى للمبلغ الذي حدده النبي صلوات ربي وسلامه عليه، فإذا بلغ المال الحد الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم، عندها يجب دفع الزكاة عن ذلك المال، والنصاب شرط وجوب زكاة المال، وشرط أن يكون ذلك المال حال عليه الحول أي يكون مر على المال سنة هجرية كاملة، وذلك المال يكون خالي من الديون فائض عن حاجته وحاجة من ينفق عليه، وقتها يجب على المسلم إخراج زكاة المال.
ويحتسب المقدار بتقدير قيمة المال بالذهب أو الفضة، ونصاب زكاة المال الشرعي، تقدر قيمته ٨٥ جرام من الذهب عيار ٢١، يخرج على رأس المال ربع العشر 2.5٪، فيما قيمته ذلك أو أكثر، أي أن مبلغ مائة ألف جنية تكون الزكاة عنها خمسة وعشرون ألف جنية “٢٥٠٠ ألف، وبالنسبة لحلي المرأة الذي تتزين به ليس عليها فيه زكاة إذا كانت تنوى أنه للتزين، أما إذا كان للادخار فعليها إخراج الزكاة عنه من باب الورع.