لم يكن البشر موجودين على الأرض منذ ملايين السنين ، على الرغم من وجود حياة على الكوكب منذ نشأته ، و على الرغم من أنه من الصعب علينا الآن أن نتخيل وجود حياة أخرى في أي مكان ، إلا أن احتمالات وجود حياة في مكان ما من الكون لا نستطيع الوصول إليه لازالت قائمة ، وهذه الاحتمالات تعادل عدد النجوم التي نراها في السماء ليلًا.
ولكن قبل أن نبدأ في البحث داخل الكواكب الأخرى دعونا أولًا نبدأ في البحث داخل كوكبنا لنكتشف مجموعة من البشر تعيش بيننا الآن ولكنهم يعتبرون كائنات غريبة .
وقبل أن تسرح بخيالك إلى مكان بعيد وتعتقد أننا نتكلم عن رجال لونهم أخضر هبطوا من كوكب المريخ ، يجب أن تعرف أننا نتكلم عن بشر عاديين ولكن حتى نكون أكثر تحديدًا ، فوجه اختلافهم الوحيد عنا هو فصيلة دمهم ، حيث أنهم يحملون معامل RH سالب .
ماهو معامل RH ؟
تخبرنا فصيلة دمنا عن بعض العلامات الموجودة على سطح خلايا الدم الحمراء ، وهناك أربعة فصائل دموية معروفة هي (A,B,AB,O) ، ولكن خلايا الدم الحمراء يحتوي سطحها أيضًا على نوع من البروتين يسمى RH ، وقد يكون دمك موجب RH وهذا يعني أن هذا البروتين موجود في خلايا دمك ، أو سالب RH وهذا يعني أن دمك لا يحتوي على هذا البروتين ، ومعرفة إذا ما كنت سالب أو موجب يحدد في النهاية نوع دمك .
ولكن ما الغموض في ذلك ، لماذا نشك أن هؤلاء الناس ليسوا من هذا العالم؟
يرجع سبب الغموض حول عامل RH هو ندرة الناس الذين يحملون هذه الفصيلة ، فمن يحملون هذه الفصيلة يمثلون 15% فقط من سكان الولايات المتحدة وأعلى منطقة تضم مجموعة من الناس ممن يحملون هذه الفصيلة هي منطقة الباسك في أسبانيا حيث يمثلون 30% من السكان ، وهذا هو الشيء الغامض من أين أتت تلك المجموعة بعامل RH السالب .
وبروتين RH هو اختصار لكلمة (Rhesus Monkey) أو بروتين القرد ريسوس لأن هذا البروتين موجود في دماء هذه الفصيلة من القرود ، فحتى إذا افترضنا أن البشر والقردة ينحدرون من نفس الأصل كما تفترض نظرية التطور ، فإن فصيلة الدم سوف تنفي هذه النظرية لأن جميع القردة يحملون هذا البروتين ، أما البشر لا .
و يعتقد العلماء أن هذه الفصيلة بدأت في الظهور لأول مرة قبل 35000 سنة ، ولكن مازال هناك الكثير من الأمور التي يجهلها العلماء عن هذه الفصيلة ، فعلى سبيل المثال إذا كانت المرأة التي تحمل معامل RH سالب ، حامل في طفل له RH موجب فإن جسمها ينظر للطفل على أنه جسم غريب ، ولا يختلط الدم السالب مع الدم الموجب ويبدأ جسمها في خلق أجسام مضادة لمقاومة التهديد المتخيل ، ولحسن الحظ أن الطب الحديث قد توصل إلى علاج للأمهات لمنع حدوث ذلك .
وهناك صفة أخرى يتميز بها الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم السالبة ، وهي قدرة أجسامهم على مقاومة بعض الأمراض مثل طفيلي التوكسوبلازما ، وهذا طفيلي يغزو الجسم ويسبب تلف الدماغ .
وبما أن هناك الكثير الذي لا نعرفه عن الدم السلبي RH ، فربما تحمل هذه الفصيلة العديد من المزايا التي لم يتم اكتشافها بعد.