العبارة “يسلّم الناقد بالآراء السائدة قبل النظر في سلامة الحجج التي تقوم عليها” تعني أن الناقد يقبل الآراء المتداولة دون تحليل نقدي للحجج أو تقييمها بعمق، وهذا يُعتبر موقف غير موضوعي في النقد. الناقد الجيد لازم يفحص الحجج نفسها قبل الموافقة أو الرفض.
في عالم التفكير النقدي، تُعد القدرة على التحقق من صحة الآراء والحجج من أهم المهارات التي تميز الفرد الواعي والمثقف. ولذا، فإن العبارة التي تقول: “يسلّم الناقد بالآراء السائدة قبل النظر في سلامة الحجج التي تقوم عليها” هي عبارة خاطئة.
الاجابة : خطأ.
لماذا هذه العبارة خاطئة؟
الناقد الحقيقي لا يقبل الآراء السائدة على علاتها، بل يُخضعها للفحص والتأمل والتمحيص. فالتفكير النقدي يقوم على أساس التحليل والشك المنهجي، لا على التسليم أو التقليد.
صفات الناقد الجيد:
1. التحقق من الأدلة: لا يكتفي بما يُقال، بل يبحث عن مصدر المعلومة وصحتها.
2. تحليل الحجج: يفكك كل رأي أو حجة إلى عناصرها، ويتأكد من ترابطها المنطقي.
3. رفض التحيز: لا ينحاز للأفكار لمجرد أنها شائعة أو صادرة من شخصية مشهورة.
4. الاستقلالية الفكرية: يمتلك الشجاعة لرفض الرأي السائد إذا كان غير مدعوم بأدلة قوية.
مثال توضيحي:
إذا انتشرت فكرة أن “الأطعمة العضوية دائمًا أكثر فائدة”، فالناقد لا يسلّم بها فقط لأنها شائعة، بل يبحث في الدراسات العلمية، ويقارن بين النتائج، ويُقيم الحجج الطبية والغذائية قبل قبولها أو رفضها.
التسليم بالآراء دون فحص يناقض جوهر التفكير النقدي. لذلك، من المهم أن يتعلّم الطلاب وأفراد المجتمع أن لا يقبلوا كل رأي أو فكرة دون تحقق، حتى وإن بدت شائعة أو مقبولة عند العامة. فبهذه الطريقة فقط نضمن مجتمعًا واعيًا، قادرًا على اتخاذ قرارات مبنية على الفهم والبحث، لا على التقليد والانقياد.
