تُعدّ الصلاة أعظم أركان الإسلام العملية، وقد جاءت أحكامها مفصلة بدقة في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن المسائل التي يكثر السؤال عنها: هل يُستحب أو يجب على المصلي أن يُحرّك لسانه وشفتيه بالذكر الواجب في الصلاة، أم يكفي أن يقرأ بقلبه دون نطق؟
أولًا: المقصود بالذكر الواجب في الصلاة
الذكر الواجب في الصلاة يشمل قراءة الفاتحة، والتكبير، والتسبيح في الركوع والسجود، والتشهد، وسائر الأذكار التي لا تصح الصلاة إلا بها. وهذه الأذكار شُرعت لتُقال قولًا لا مجرد تفكيرٍ قلبي.
ثانيًا: هل يكفي الذكر بالقلب؟
اتفق جمهور العلماء على أن الذكر بالقلب فقط لا يُعد قراءة ولا ذكرًا شرعيًا معتبرًا في الصلاة، لأن القراءة في اللغة والشرع لا تكون إلا بتحريك اللسان والنطق بالحروف. فلو اقتصر المصلي على استحضار الكلمات في ذهنه دون تحريك لسانه، لم يؤدِّ الذكر المطلوب.
ثالثًا: حكم تحريك اللسان والشفاه
بناءً على ما سبق، فإن العبارة:
«يُستحب للمصلّي أن يُحرِّك لسانه وشفتيه بالذِّكر الواجب في الصلاة»
هي عبارة خطأ، لأن تحريك اللسان والشفاه في الذكر الواجب ليس مستحبًا فقط، بل واجب؛ إذ لا تصح القراءة ولا الذكر إلا به، ولو كان الصوت خافتًا يسمعه المصلي نفسه.
رابعًا: خلاصة الحكم
- الذكر الواجب في الصلاة لا يصح بالقلب فقط.
- لا بد من تحريك اللسان والشفاه ولو سرًّا.
وعليه، فالحكم الصحيح:
العبارة خطأ، والصواب أن تحريك اللسان والشفاه في الذكر الواجب واجب لا مستحب.
الحرص على أداء الصلاة كما وردت عن النبي ﷺ سببٌ في قبولها وكمال أجرها، ومن ذلك الالتزام بقراءة الأذكار الواجبة نطقًا وتحريكًا للسان، حتى تتحقق حقيقة العبادة على الوجه الصحيح.
