إن كل طفل وُلِد ليتعلم ، حيث يمثل كل يوم بالنسبة له فرصة حافلة بالكثير من الأشياء الجديدة التي يحتاج لتلقيها والتعلم منها ، كل يوم بالنسبة له حافل بالتعلم وحافل أيضًا بالبهجة الناشئة عن تحقيق إنجازات جديدة .
كيف تتمكن من الإبقاء على حب التعلم بداخل طفلك حيًا؟
١- أحب التعلم أنت أيضًا :
إن الأطفال يستنشقون حب التعلم مع الهواء الذي يتنفسونه في منزلهم ، فإذا كانت تحب تعلم أشياء جديدة أو تحب حل المعضلات أو ممارسة مهارة ما حتى تتقنها فإن أطفالك سيصبحون مثلك ، كما لو أن حماستك تجاه خوض التحديات وتوسيع مداركك مُعدية بالنسبة لهم.
فكن متحمسًا تجاه اكتشاف أشياء جديدة وشارك أطفالك قصتك عندما تحقق شيئًا صعبًا ، واجعل أطفالك يشعرون بالجهد المبذول من أجل تصليح أو إبداع شيء ما ، وشعور الرضا الذي ينتابك عندما تحققه.
٢- اقضِ مع أطفالك وقتًا مخصصًا لاكتشاف أشياء جديدة :
إن الأطفال بطبيعتهم فضوليون ، فعزز هذا الفضول بداخلهم بأن تكون فضولًا أنت أيضًا ، بأن تتساءل مثلًا بصوت مسموع عن كيفية عمل الأشياء ، وخذ أسئلة أطفالك على محمل الجد وأجب عليها من خلال البحث عن المعلومات على الإنترنت وفي الكتب ، شاهدوا معًا برامج العلوم والطبيعة وتناقشوا حول ما تعلمتموه منها.
كما يمكنكم إجراء بعض التجارب البسيطة في المنزل ، فالإنترنت حافل بالمشاريع المنزلية الممتعة والتي تفسر كل شيء بدءًا من كيف تنشأ البراكين إلى كيف تتعلم الكيمياء من خلال الطبخ ، إن قضاء ساعة أو اثنتين كل عطلة من أجل الإبداع والاستكشاف معًا يمكنه الإبقاء على متعة التعلم حية بداخلهم.
٣- أكثِر من القراءة :
يعتمد معظم النجاح الدراسي على الاهتمام وإجادة مهارات القراءة ، فاقرأ بصوت مسموع على أطفالك ، وحثهم على قراءة بعض الصفحات معك بالتبادل ، واختر كتبًا ذات أحداث أو معلومات مشوقة تحثهم على الاستمرار في قراءة الفصل التالي والذي يليه وهكذا.
ثم أعد لهم رحلة أسبوعية إلى المكتبة وبمجرد أن يصلوا للسن الذي يسمح لهم بحيازة بطاقة استعارة شجعهم على استعارة الكتب ، فبمجرد أن يتمكنوا من القراءة بنفسهم ستُفتَح لهم أبواب من المعرفة والمتعة على حد سواء.
٤- شجعهم على الكتابة أيضًا :
إن الكتابة لا تقل أهمية عن القراءة حيث تلعب دورًا أساسيًا في النجاح في الدراسة والحياة عامةً ، معظمنا نحتفل عندما يتمكن طفلنا من كتابة اسمه ، لكن لا يجب أن نتوقف عند هذا الحد.
ابدأ في بناء مهارات أطفالك الكتابية منذ الصغر ، بدءًا بأشياء صغيرة مثل أن تطلب منهم أن يخبروك برأيهم في رسمة ما لتتمكن من كتابة تعليق عليها ، واطلب منهم أن يملوا عليك الأشياء الجيدة التي وقعت لهم خلال اليوم حتى تكتبها في اليوميات ، وبمجرد أن يبدؤوا في تعلم الكتابة بأنفسهم شجعهم على الكتابة في تلك اليوميات ، وذلك سيساعدكم أيضًا في إعادة النظر في أحداث يومكم عن طريق منحها اهتمامًا بكتابتها.
٥- كن مهتمًا حيال ما يجري في مدرستهم :
إن الأطفال يتأثرون بتفكيرنا ، فإذا كنا مهتمين بما يتعلمونه سيهتمون هم أيضًا ، لذا اقضِ معهم بعض الوقت بعد الظهيرة أو خلال الليل لتتحدثوا عمّا تعلموه في المدرسة على أن تكون مهتمًا وليس ناقدًا ، واهتم بالطريقة التي يؤدون بها واجباتهم ، لا تؤدِّ الواجبات بالنيابة عنهم بل أبدِ الاهتمام والدعم.
ووجه إليهم أسئلة تتطلب إجابات ليست مقتضبة ، كما أن كثيرًا من المدارس أنشأت مؤخرًا مواقع إليكترونية خاصة بهم تمكّن الآباء من التواصل ومعرفة ما يشعر به المدرسون تجاه أطفالهم من استحسان أو قلق.
٦- خصص لهم مكانًا لأداء الواجبات :
لا يهم إذا ما أدى الطفل واجباته على طاولة المطبخ أو مكتب خاص ، ما يهم هو إعداد الوقت والمكان خصيصًا لأداء الواجبات بحيث يتوافر فيه الأدوات اللازمة.
إن إعداد المكان وتحديد وقت خاص بالواجبات المدرسية يوحي للطفل بأن واجباته المدرسية تؤخذ على محمل الجد ، كما أن إلزامه بإغلاق الهاتف والتلفاز إلى حين إتمام الواجبات يقلل من تشتيت الانتباه كما يوحي بالتزامك تجاه تعلمهم ، وألقِ نظرة عليهم من حين لآخر لتطمئن عليهم وتوفر دعمًا لهم وتمدحهم على ما أنجزوه.