تحدث ظاهرة اصفرار الأوراق النباتية بسبب النقص الطبيعى للكلوروفيل ، أو نقص العناصر الغذائية في التربة ، أو بسبب عدم قدرة النبات على امتصاص المغذيات الموجودة ، وأكثر العناصر التى يؤثر غيابها على النباتات فى الغالب هما الحديد و المنجنيز ، وتظهر أعراض نقص الحديد بشكل كبير على الأوراق الجديدة ، بينما يؤثر نقص المنجنيز على الأوراق القديمة ، فتكون الأوراق غالبا صفراء ولكن عروق الأوراق تبقى خضراء ، وفي بعض الحالات ، قد يتأثر جانب واحد فقط من الشجرة.
ومع تدهور حالة الاصفرار تظهر بقع بنية اللون على الأوراق وتنكمش ، و تتعرض الأوراق الجديدة للذبول ثم الأغصان الفرعية والفروع بالكامل في نهاية المطاف ، حتى الأشجار الناضجة قد تموت بعد عدة سنوات من المعاناة.
يمكن أن تتسبب عوامل مختلفة في الإصابة بشحوب الأوراق ، ويعد ارتفاع الرقم الهيدروجينى فى التربة (زيادة نسبة قلوية التربة) هو السبب الرئيسى ، حيث تحتوي التربة في أغلب الأحوال على وفرة من المغذيات الصغرى اللازمة لنمو النباتات ، ولكن إذا كان الرقم الهيدروجيني للتربة أعلي من 6.5 ، فقد تتحد بعض عناصر الحديد والمنجنيز وتعجز الجذور عن امتصاصها ، فالنباتات التى تحتاج إلى نسب عالية من الحديد ؛ لا تصلح للنمو في التربة القلوية التي لا يتوفر بها عنصر الحديد بشكل كافى.
ويرجع ارتفاع الرقم الهيدروجينى فى التربة إلي عدة أسباب منها رص التربة ، سوء الصرف ، إصابة الجذور ، الفيضانات والجفاف ، بالإضافة إلى ذلك قد تؤدي زيادة نسبة الحجر الجيري أو رماد الخشب أو الأسمدة عالية الفوسفور إلى تفاقم حالة شحوب الأوراق.
ويعد الحل الأمثل هو تجنب زراعة أنواع النباتات المعرضة لحالات نقص الحديد والمنجنيز في التربة القلوية ، كما يمكن منع مشكلة الاصفرار عن طريق تحسين رص وتصريف التربة ، وتجنب الري المفرط ، و ينبغى تحديد العناصر الناقصة فى التربة ، ثم محاولة علاج سبب النقص ، وذلك من خلال البدء بإجراء اختبار التربة لتحديد مدى توافر العناصر الغذائية والتحقق من الرقم الهيدروجيني .
وتتوفر عدة خيارات لإضافة المغذيات للتربة وذلك حسب حالة النباتات وعمرها ودرجة حموضة التربة وموقعها ، ويمكن الاستعانة بمختص للعناية بالنباتات ، كما تعالج عملية معادلة التربة – من خلال زيادة حامضية التربة – السبب الحقيقي للمشكلة ( ولكنها قد تكون مهمة صعبة ومستمرة ، بالإضافة إلى كونها غير مجدية للأشجار الكبيرة ) ، وتتم باستخدام الكبريت (اقتصادي ومفعوله بطيء) أو كبريتات الحديد (أغلى وومفعوله أسرع).
ويتم التسميد بواسطة الحديد أو المنجنيز باستخدام واحدة من التقنيات التالية؛
- التسميد الورقي : عن طريق رش المغذيات الصغري مباشرة على أوراق النباتات ، و تصلح غالبا مع الشجيرات الصغيرة و توفر نتائج سريعة ولكنها مؤقتة ، وتتطلب التكرار سنويا.
- التسميد بشلات الحديد : يتم إضافته في التربة المحيطة بالنباتات ، عن طريق وضع الأسمدة فى الجزء العلوي من التربة ، أو في حفر عميقة على عمق 12-15 بوصة ، كما يمكن إذابة شلات الحديد في الماء ومن ثم حقنه في التربة.
- تقنية حقن الجذع : وتتم من قبل المتخصصين وهى تقنية متوفرة لعلاج نقص المغذيات ، وقد لا يتم ملاحظة النتائج حتى موسم النمو التالي ، وتستغرق هذه العلاجات عادة عامين أو أكثر ، وتتطلب عمل ثقوب صغيرة في قاعدة الشجرة ، وعلى الرغم من فعاليتها ، إلا أن البعض يخشى أن تؤدي التطبيقات المتكررة لها إلى إصابة الأشجار .