بمجرد أن تعرف الفرق بين بريطانيا العظمى والمملكة المتحدة ، فربما تتساءل متى تكونت المملكة المتحدة أو بمعنى أخر متى أصبحت موحدة ؟ ، وربما يكون دراسة علم المملكة المتحدة أو علم اتحاد جاك بداية جيدة ، ولكن في الحقيقة فقد بدأت القصة قبل ظهور العلم بوقت طويل وبالتحديد في بداية القرن السابع عشر .
انضمام ويلز إلى انجلتر
ربما تكون البداية في عام 1284 حينما أعلن تاج إنجلترا ضم ويلز إلى أراضيه بموجب قانون ويلز ، ولكن إعلان الضم والدمج الفعلي أمران مختلفان ، فقد تم الاتحاد عام 1536 بموجب قانون الاتحاد الذي أعلن عن رغبة الملك هنري الثامن ملك إنجلترا في دمج ويلز داخل نطاق أراضيه ، ومنح اللغة الويلزية نفس الوضع السياسي مثل اللغة الإنجليزية ، وإرسال ممثلين عن ويلز إلى البرلمان ، ولكن لأن القانون العام الإنجليزي كان يختلف عن القانون الويلزي فلم يتم وضع أيًا من تلك الإجراءات في حيز التنفيذ حتى عام 1543 ، حين تم وضع جميع التفاصيل في قانون ثانِ ، ولكن فعليًا كانت إنجلترا وويلز موحدتين .
اتحاد إنجلترا واسكتلندا
وبعد مرور ستين عامًا كانت إنجلترا واسكتلندا مملكتين مستقلتين حتى وفاة الملكة إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا غير المتزوجة وعديمة الأطفال في عام 1603 ، وأصبح ابن عمها الملك جيمس السادس – ملك اسكتلندا – ملك إنجلترا أيضًا وأطلق على نفسه جيمس الأول وأصبح يحكم المملكتين تحت اسم اتحاد التيجان ، وكان مصممًا على الجمع بين الدولتين في دولة بريطانية واحدة .
ولكن جيمس فشل في تحقيق هدفه واكتفى بتوحيد رمزي من خلال إنشاء علم في عام 1606 وكان يحمل كلًا من الصليب الإنجليزي من علم سانت جورج والصليب الاسكتلندي المسمى بالقديس آندرو ، وأطلق على هذا العلم اسم اتحاد جاك وهو اختصار لاسم جاكوبس وهو الاسم اللاتيني لجيمس .
وخلال معظم القرن التاسع عشر ظلت إنجلترا واسكتلندا تحت حكم ملك واحد إلا أنها كانت على خلفية حروب أهلية إنجليزية وثورات ومحاولات استقلال ، لذلك لم تكلل جهود توحيد المملكتين بالنجاح ، باستثناء محاولة توحيد أوليفر كرومويل المختصرة ، والتي بموجبها ظل جيش الاحتلال الإنجليزي في اسكتلندا لحمايتها .
وأخيرًا ، في بداية القرن الثامن عشر ، احتاجت اسكتلندا إلى مساعدة اقتصادية ، وكانت إنجلترا بحاجة إلى ضمانة ضد إمكانية أن تكون اسكتلندا كقاعدة إطلاق للهجمات الفرنسية .
كما كان الملك الإنجليزي يخشى من حركة الياعقبة التي ظهرت في أيرلندا وحاولت استعادة التاج لجيمس إدوارد شقيق الملكة آن الروماني الكاثوليكي المنفي ، لذلك تم طرح فكرة التوحيد كحل لمشاكل كل من إنجلترا واسكتلندا حيث أن التجارة الموحدة التي ستكون متساوية في جميع أنحاء المملكة المتحدة سوف تحل مشاكل اسكتلندا الاقتصادية ، أما بريطانيا فكانت ستحصل على الموافقة الاسكتلندية في خلافة هانوفر والتي من خلالها سيتم الحفاظ على حكم البروتستانت من خلال الانضمام إلى عرش جورج الأول .
وبموجب قانون الاتحاد لعام 1707 تم التخلي عن البرلمان الاسكتلندي ولكن تم الإبقاء على القانون الاسكتلندي ، وقد دخل القانون حيز التنفيذ في 1 مايو 1707 ، وبذلك تم إنشاء مملكة بريطانيا العظمى وكانت صفقة رابحة لكلًا من الطرفين .
ولم يكن الجميع في اسكتلندا سعداء بالإدارة البريطانية لبلادهم ، وقد ساهم البعض في ثورات اليعاقبة التي استمرت بين عامي 1715 و 1745 ، ولكن كانت هناك فروق واضحة بين علاقة الشراكة القوية بين إنجلترا واسكتلندا والعلاقة المحدودة التي بين بريطانيا العظمى وأيرلندا .
اتحاد بريطانيا وأيرلندا
بدأ التمرد الأيرلندي في عام 1798 ، وقد خشيت إنجلترا من استخدام فرنسا لأيرلندا كنقطة انطلاق لغزوها ، مما دفع رئيس الوزراء البريطاني وليام بيت الأصغر إلى الاعتقاد بأن الحل الأفضل للمشكلة هو اتحاد آخر وهذه المرة اتحاد بين بريطانيا العظمى وأيرلندا ، وقد أدعى أن هذا الاتحاد سيساعد في تطوير اقتصاد أيرلندا .
كما زعم أنه سيمنح تنازلات للروم الكاثوليك الذين سيصبحوا أقلية في المملكة المتحدة الجديدة ، وقد استطاعت الحكومة البريطانية التغلب على الأصوات المقاومة للوحدة من خلال شراء أصوات من كل من البريطانيين والأيرلندين لضمان الموافقة بالأغلبية على قانون الوحدة الجديد في 28 مارس 1800 .
وبموجب القانون الجديد تأسست المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى ، ودخل القانون حيز التنفيذ في 1 مارس 1801 ، وظل هذا الاتحاد ساريًا حتى الاعتراف باستقلال جزء من أيرلندا بعد الحرب الأنجلو أيرلندية ، بموجب المعاهدة الأنجلو أيرلندية في 6 ديسمبر عام 1921 ، وانتهى الاتحاد رسميًا في 7 يناير 1922 .
وأخيرًا في 29 مايو 1953 تم الإعلان أن الملكة إليزابيث الثانية أصبحت ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية.