مشاكلك الاقتصادية سببها تفكيرك

مشاكلك الاقتصادية سببها تفكيرك

يتساءل الناس دائمًا عن أفضل طريقة لترشيد نفقاتهم ، ولكن هل الإجابة على هذا السؤال هي ما يودون سماعه حقًا ؟ .

مشاكلك الاقتصادية سببها تفكيرك

هناك العديد من تطبيقات الهاتف المحمول التي تساعدك على إعداد ميزانيتك ، ويمكنها القيام بكل شيء بدءًا من تحميل بياناتك المصرفية ، والسماح بعمل رسوم بيانية وتنبيهك أنك على وشك تخطي حدود الإنفاق المسموحة لك أسبوعيًا .

ولكن من خلال سؤال أناس يعانون من صعوبات مالية ، وجُد أن سبب أزماتهم ليس الافتقار إلى تطبيقات الهاتف الذكية التي تنظم ميزانيتهم ، فهذه التطبيقات لا تستطيع عمل شيء في مواجهة نقص الأموال .

الحقيقة أن معظم هؤلاء الأشخاص دائمًا ما يقعون بالمشاكل ، كنتيجة لسوء قراراتهم الاقتصادية ، فوجود كل هذه التكنولوجيا من حولنا يجعل كثيرًا من الناس يتورط بأزمات اقتصادية .

قام الكاتبان دان آريلي وجيف كريسلر في كتابهما “Dollars and Sense” بتحليل بعض أسباب الأزمات الاقتصادية قائلين  : ” أن وجود عملة بيتكوين (Bit coin) -عملة رقمية – ، وخدمات الدفع عن طريق تطبيق أبل APPLE PAY ، والمنتجات التي يعرضها موقع أمازون ، وخدمات التوصيل والشحن السريعة ، فكل هذه الأنظمة الحديثة تجبرنا على إنفاق المزيد من النقود ، إننا نعيش في بيئة لا تسمح لنا أن نفكر بطريقة منطقية قبل إنفاق المال ، فأصبح من الصعب علينا اتخاذ قرارات مالية سليمة ” .

كم تحتاج من الوقت لتصبح مليونير ؟

يمكنك حل مشاكلك الاقتصادية ببعض التفكير ، فالخطط توضع من حولك لاستدراجك لإنفاق أموالك ، يجب أن تؤمن لنفسك جيدًا ضد الأشياء التي تعتقد أنها تجعلك تسيئ الإنفاق وتستنزف أموالك.

يقول آريلي وكريسلر في كتابهما : ” أننا لا يجب أن نكافح فقط ضد أنفسنا ، ولكن أيضًا ضد الأنظمة التي صممت خصيصًا لجعلنا ننفق بطريقة لا واعية ” .

على سبيل المثال ; الأشخاص الذين يبحثون عن عروض التخفيضات التي تقدمها الأسواق التجارية ، وهم فخورون أنهم استطاعوا أن يستفيدوا من التخفيضات ، ولكنهم في الحقيقة كانوا صيد سهل والتخفيضات هي الطعم لهذا الصيد ، فيجب أن تضع في اعتبارك أنك لن تدخر إذا قمت بإنفاق نقودك .

 هل ادخرت المزيد من الأموال ؟

لنتحدث عن هذه النقاط التي طرحها آريلي وكريسلر في كتابهما :
عندما نجد تخفيضات لا يجب أن نفكر في سعر السلعة قبل وبعد الخصم ، بل يجب أن نفكر كم سندفع الآن للحصول على السلعة ، فدفع 60 دولار ثمن قميص كان سعره قبل الخصم 100 دولار لا يعني أننا وفرنا 40 دولار ، بل يعني أننا انفقنا 60 دولار .

فالتخفيضات تدفعنا لارتكاب الحماقات ، فعندما نرى كلمة تخفيض نُقدم على الشراء ، دون أن نفكر هل تلك السلعة تستحق هذه الأموال أم لا ، ففي الغالب يكون ما دفعناه هو الثمن الحقيقي للسلعة .

هل تعلم أن أشعة الرنين المغناطيسي قد أظهرت أن الشراء يحفز نفس المناطق الدماغية المسئولة عن تخفيف الألم ، وهذا ما يفسر قدرتنا على الإنفاق السريع دون الشعور بأي ألم .

ويضيف آريلي وكريسلر : ” إن التكنولوجيا الحديثة توفر لنا أنظمة دفع متعددة مثل كروت الائتمان وقروض السيارات ، مما يمنع عقولنا من التفكير وفهم قياس الآثار المستقبلية لإنفاق مزيد من الأموال ” .

الألم سيساعدنا على التوقف ، فمع وجود آليات للدفع المؤجل لن نستطيع حساب الأضرار والمخاطر المستقبلية على ميزانيتنا ، ولكن الدفع النقدي يجعلنا نشعر فورًا بالألم .

ويقول آريلي وكريسلر مازجين : ” إذا لم تستطيع أن تدفع نقود سائلة ، فعليك أن تصفع نفسك في كل مرة تنفق فيها الأموال حتى تشعر بالألم ، ولكن لا تفعل ذلك كثيرًا حتى لا ترهق صحتك و تلاحقك فواتير العلاج في النهاية  .

وفي النهاية إذا لم تفكر جيدًا وتصبح أكثر وعيًا في اتخاذ قراراتك الاقتصادية ، فسوف تستمر أزماتك الاقتصادية ، وتجد نفسك لا تملك أي أموال لمعالجة أي ظروف مالية طارئة تحدث لك ، ولا تجد أموال تكفيك حين تصل لسن التقاعد عن العمل .

إنضم لقناتنا على تيليجرام