يشغل التنظيم جزء كبير من حياتنا اليومية , سواء في ترتيب خزائننا وجداولنا ورسائلنا أو حتى للتخطيط المتناهي لعطلاتنا , فالكثير منا يقع في تلك الفخ التي تفيد بأن النظام يعني أن الوضع تحت السيطرة وهذا في رأي اعتقاد خاطئ .
فعلى سبيل المثال لو فرضنا أن هناك مكتب مبعثر وأن تلك الفوضى التي عليه من رسائل وورق متراكم، ما هي إلا منبهات حسية للاوعي بالمهام المطلوبة منه ، فإن نظمنا تلك الفوضى نكون قد بعثرنا العقل اللا واعي , أو بمعنى آخر فمكتب مرتب يعني عقل مشوش.
قام كلا من الباحثان جوليا والبرت , بدراسة سلوك كلا من الشخص المدون المرتب بدقة , وشخص غير مرتب وكانت النتيجة مدهشة ، فقد اكتشفا ان الشخص المدون تراكمت المجلدات لديه بشده كنتيجة لإيداعه المبكر لها دون ان يعي جيدا ما بها وان كان حقا سيحتاجها لاحقا مما أدى الى مكتب مليئ بالقمامة المرتبة ! وتحول ذلك المنظم إلى معذب مجبرا ان يتخلص من جزء من اوراقه الثمينة , والتي من الممكن ان تكون تذكرة لشراء القهوة تعب في تنظيمها فكان صعبا عليه ان يتخلص منها في وقتها.
وعلى النقيض من ذلك وجدو ان ملفات الشخص العشوائي اكثر نظاما حيث انه كان يلقي الاوراق عديمة الفائدة فورا لوجودها مرئى النظر والملفات المحفوظة لديه مفهومة جيدا.
وذكر ويتمان لجريدة كورتز في أغسطس أن الحياة تستحق المجازفة , فالعطلة الغير مخطط لها اطلاقا تدوم ذكرياتها أطول بالمقارنة مع مثيلتها التي تم الإستعداد والتدبير لها مسبقا , فما هي المتعة في الطائرة النفاثة إذا لم تكن تحتوي على المخاطرة.
ولنفس ذلك السبب يرى الملحن والموسيقار براين إينو أن الرتابة عدو الإبداع , فما أجمل ان تظل في حالة تأهب عندما يكون الوضع عفويا وخارج عن السيطرة فتظل تستكشفه بعناية فائقة.
وقد تم الإحتفال بعدد من الأعياد وفقا لهذا المنهج الفوضوي مثل احتفالات يوتو وكولد بلاي للمغني دايفيد باولي
أليس من الأفضل التخطيط لحياتي اليومية خصوصاإذا لم أكن من المشاهير او خارج نطاق العطلات ؟
نعم من المحتمل ذلك, ولكن حتى ذلك الحين تستطيع ان تحصل على العديد من الأشياء الجيدة أيضا .
عام 1980 اجريت دراسة عن كيفية عمل جدول , بعضهم رأى انه لا بد من حجب الوقت نهائيا للقيام بأمر ما في موعده
ويعتقد البعض الآخر ان للوقت عامل مهم في الإلتزامات الثابتة أما غير ذلك فالمرونة به هي الإختيار الأفضل.
اصابع يديك لا تشبه بعضها ومن الممكن ان تكون المشاكل في نظر افراد حلولا بالنسبة لآخرين لذا فقط كف عن لوم نفسك حينما تسود الفوضى المكان .
يرى بينجامين فرانكلين الناشر والمخترع والمؤلف أنه على الرغم من شهرته لم يتمكن ابذا من التغلب على التحدي المتمثل في تنظيم مكتبه أو مذكراته ولكن أنى لنا من ثرائه الواسع وحايته الناجحة سواء في وجود النظام أو عدمه.
الكاتب: تيم هارفرد في كتابه الجديد الذي يحمل اسم
قدرة الفوضى على تغيير مجرى الحياة