إن السعادة لا تعطى , وإنما يتم تعليمهما من الآباء لأطفالهم، يرى إدوارد هيل , الطبيب النفسي والمؤلف لكتاب ( جذور السعادة تبدأ من الصغر ) , أن الأطفال المغموورون بالهدايا والألعاب , أو المبالغة في حمايتهم , هم أكثر عرضة لمراهقة مملة , وضجرة , وكئيبة . لذلك يجب على الأبوين الإهتمام بتعزيز المشاعر الداخلية , حيث أن مسببات السعادة تنشأ من الداخل لا من الخارج.
ولا يشترط في تطبيق ذلك جهد جبار , إنما فقط من خلال المرونة والصبر, تستطيع تربية أطفال قادرين على مواجهة تقلبات الحياة من خلال حدسهم الداخلي .
تعلم قراءة مشاعر طفلك
بنضوج الطفل الرضيع ووصوله إلى الشهر السادس , يكون قادرا على التفاعل أكثر , من خلال إبداء مشاعره , فنراه تارة يعطي أجمل ضحكة حينما يرى أمه , وتارة يبكي حينما تنزع لعبته المفضلة من يده , تقلباته المزاجية تكون سريعة وواضحة لوالديه .
يرى ليز إليوت , أستاذ في علم الأعصاب , ومؤلف كتاب “ماذا يدور هناك ؟” , أن تطور عقل الطفل يكون سريعا جدا خلال السنوات الخمس الأولى من حياته, فنرى تقلبا قويا في مشاعره , ويرجع ذلك إلى أن قشرة الدماغ , المسؤولة عن ردود الأفعال التلقائية , بالكاد بدأت تنشط , ومع تقدم العمر قليلا , تتطور القشرة الدماغية , وبالتالي يكون الطفل قادرا على التحكم بمشاعره ومزاجه بصورة أفضل.
يشعر الطفل بالضيق أكثر من السعادة , فغالبا يقضي أكثر وقته في البكاء بدلا من الضحك , تعبيرات وجهه تعكس مشاعره الداخلية , فمثلا يعتبر بكاؤه إشارة استغاثة لوالدته لتلبية طلباته .
ولكن أنى لك ان تعرف السبب من وراء بكاء طفلك , هل هو جوع , أم ألم , أم مجرد ضجر ؟, تستطيع الأم الحساسة معرفة ما يضايق طفلها , إما من خلال الحاجبين , أو حركة الفم , أو النطق , فكلها إشارات مختلفة تعبر عن إحساس الطفل .
فعلى سبيل المثال , حينما يشعر الطفل بالألم , تكون زوايا فمه للأسفل , حاجباه مقوسان في غضب ,وفكه مغلقة بإحكام , تصدر صوتا ضعيفا للبكاء من خلالها .
يفسر معظم الآباء البكاء على أنه , خوف وانزعاج يأتي من طفل غير سعيد , ولكن الواقع أن الصراخ هو مجرد ضيق مؤقت , كانزعاج من ضوضاء أو ضوء قوي , وإذا لم تتم معالجة الأمر سريعا , فقد يتحول الضيق إلى غضب مفرط.
وتحذر كاري ماسيا , الطبيبة النفسية للأطفال , والمؤسسة لمعهد اضطرابات القلق والمزاج , والأستاذة بكلية الطب بجامعة نيويورك ; من وصف طفل بلفظ سعيد أو غير سعيد , وإنما بدلا من ذلك وصفهم بالإرتياح أو عدمه اعتمادا مباشرا على الجو المحيط بهم .
لا يكتمل نمو المركز القشري للعاطفة في الشهور الأولى من عمر الرضيع , إلا من الشهر السادس الى الثامن , فقط في هذا الوقت يبدأ تمييز مشاعر الطفل الحقيقية من سعادة وحزن , والتي تكون جلية على وجهه .
لكل طفل طريقته الخاصة في إظهار ارتياحه أو ضيقه , فبعضهم قد يعبر عن ذلك بالبكاء , وآخرون قد يفضلو وجود أحد بجانبهم لحملهم , ومع مرور الوقت سيصبح الوالدان قادران على تمييز مشاعر أطفالهم , مما يسهل لهم كيفية التعامل معهم , وجعل الإبتسامة لا تفارق وجوههم.