صوت الإنسان قادر على توصيل الأفكار أكثر من الكتابة

صوت الإنسان قادر على توصيل الأفكار أكثر من الكتابة

هناك الكثير من المعاني خلف كلمة ” صوت العقل ” ، فحين يتعلق الأمر ببعض الآراء المثيرة للجدل فإن نبرة صوت الإنسان تكون أكثر إقناعًا من التعبير بالكتابة وذلك وفقًا لدراسة حديثة .

صوت الإنسان قادر على توصيل الأفكار أكثر من الكتابة

حيث أن الصوت البشري يستطيع أن يظهر أو يخفي بعض النصوص كما أنه يُعبر عن التفكير المنطقي للإنسان ، وفي الفترة الأخيرة ظهرت دراسة أجرتها عالمة النفس في جامعة كاليفورنيا جوليانا شرودر، حيث قامت بعمل مجموعة من التجارب على بعض المتطوعين ، حيث قام كل منهم بعرض بعض الأفكار التي يتفق أو يختلف معها ، ثم قام المتطوعين بالاستماع لمجموعة من الآراء بشأن عدة موضوعات في مجالات مختلفة مثل السياسة وقانون الإجهاض والموسيقى ، وتم عرض تلك الآراء بعدة طرق منها العرض عن طريق أشرطة الفيديو أوالرسائل الصوتية أوالنصوص المكتوبة .

وقد طُلب من المتطوعين تقييم الشخص الذي تواصلوا معه ، وقد وجدوا أن المتطوعين الذين تواصلوا من خلال الكتابة ، قد مالوا إلى تجريد الأشخاص الذين يتحاورون معهم ويختلفون معهم في الآراء من إنسانيتهم ، أي أنهم اعتبروا أن هؤلاء الأشخاص لا يملكون القدرة على التفكير أو الشعور ، أما الذين تواصلوا مع معارضيهم عن طريق شرائط الفيديو أو الملفات الصوتية فقد كانوا أكثر أقتناعًا بأفكارهم .

وقالت شرودر إن المعتقدات والأفكار التي يتم إرسالها عن طريق الصوت تجعل التواصل أكثر إنسانية ومعقولية ، ولكن نفس تلك المعتقدات حين يتم نقلها عن طريق الكتابة تُجرد من أي عناصر إنسانية .

وقالت شرودر إن دراستها بسبب مقال قرأته في الجريدة ، حيث قرأت خطاب مقال لأحد السياسيين الذين تختلف معهم بشدة ، وفي الأسبوع التالي استمعت لهذا السياسي يقول نفس الكلام في الإذاعة ، وقد اندهشت بشدة حين أدركت أن ردها فعلها تجاه هذا الشخص قد اختلف بشكل كبير ، وأنها حين قرأت المقال في الجريدة شعرت أن هذا الشخص غبيًا ، ولكنها حين سمعته يتحدث بدا أن كلامه معقول .

وتضيف مؤلفة الدراسة حين يتواصل الإنسان بشكل غير مباشر مع شخص أخر يختلف معه في معتقداته فإنه يميل إلى تشويه سمعته أيضًا ، لأن تلك الإشارات التي تنتج من صوت الإنسان تكون غائبة في الحوار .

وفي دراسة سابقة قامت شرودر بعمل تجربة مماثلة تضم مجموعة من أرباب العمل ومجموعة من المتقدمين لشغل الوظائف ، وكما هو الحال في التجارب اللاحقة فإن أرباب العمل حين استمعوا بشكل مباشر إلى المتقدمين للوظائف ، كانت انطباعاتهم أكثر إيجابية وقد صنفوا المرشحين بأنهم أكثر ذكاء وكفاءة مما ظنوا أنهم عليه بعد أن قاموا بقراءة طلبات ترشحهم للوظائف .

وتقول شرودر إن هذه الدراسة قد تفسر ارتفاع درجة الاستقطاب في الآراء السياسية والاجتماعية في الوقت الحالي ، حيث أن الناس يعتمدون في هذه الأيام على وسائل التواصل الاجتماعي لتوصيل أفكارهم وآرائهم عن طريق كتابة النصوص، وهي أدوات مجردة من الإنسانية وهذا يؤدي إلى عملية الاستقطاب .

تابعنا على تلغرام تابعنا على تويتر