عندما خلق الله عز وجل الانسان وضع له عقل، وامره بإستخدامه في طاعة ورضى الله ، وايضاً التفكير في مخلوقات الله، حيث وضح القرآن الكريم الى اهمية العقل في العديد من الايات، حيث وصف الكفار بعدم فهمهم وانهم لا يعقلون ولا يفقهون، حيث وضح الى ان الايات لا يستفيد منها الا اولي الالباب وهم ذات العقول السليمة.
ولا نعني بذالك الفصل ما عناه المعتزلين من الاسناد لكل شئ الى العقول حتي ولو وضعوا احكاماً على العقول والشرع، وذالك مقدم عليه حيث تحدثوا بالتحسينات والتقبيحات للعالقين، بل جعلوا التوحيد والثواب عليه والعقاب على ترك ثابت بالعقول.
حيث اننا لا نعني بذالك الفصل ما عناه ارباب الكلام من اتيان المسائل المتعقدة من الفلسفات اليونانية، حيث ان القرآن الكرين منزه عن مثل ما تجلت اليه الفلسفات اليونانية من طرق جدلية عقيمة، ولكن عنيت بذالك الفصل الابراز بالعقول لاقرب الطرق واسهلها لبيان الحقائق الوحدانية لله والوجوب لافراد العبادة لا شريك لله.
تنكير العقل واهماله
ومن تنكر العقل واهمله وايضاً جعل دلالة القران الكريم سمعي خبري ولم ينبه للادلة العقلية، هو خاطئ ومن اشد الاخطاء، ومن ذالك موافقة للمتهجمين على الادلة القرىنية من الفلاسفة، والذين يقولون بأنها ادلة بالخبر والمجرد دون الاستثناء للعقل، وقالو ان في القران ليس ادلة عقلية على رايهم انما يدل على الخبر فقط.
والذي اوقع هؤلاء في الفهم ظنهم ان الدليل الشرعي يقابل بكونه العقل، وذالك يعتبر خطأ واضح، والدليل الشرعي ايضاً يعتبر سمعي، الذي اتى في القرآن الكريم انما يتدبره ويفهمه ، ويعتبر التفكير بالعقل من الادلة الكونية مثلا سمعية والنظر الى النجوم والكواكب يكون بالعقل.
الادلة القرآنية العقلية والسمعية
وبذالك يتبين ان القران الكريم ادلته سمعية عقلية، سمعية لورودها في القران وعقلية لان العقل له القدرة عبى التفكير في النظر والاعتبار.
دليل الخلق والملك:
قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}وقال تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ, بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ, ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} 2، وقال تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} 3، وقال تعالى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} 4، وقال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} 5، وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ} 6، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا.
دليل نفي الولد عن الله:
يقول تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ, بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} 1، ويقول تعالى: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} 1، ويقول تعالى: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} 2، ويقول تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}
وتعتبر تلك القصص من السلف الصالح والتي تبين انهم كانوا يستدلون بذالك الادلة على وحدانية الله عز وجل، وان تلك الادلة هي الاسباب في الاسلام لبعض المشركين، حيث ان الانسان يسمع ويفكر بعقله، ويفكر بخلق الله عز وجل، وهو قادر على كل شيء، وبذالك يذكر القران الكريم الادلة العقلية لتقرير بعض امور الاعتقاد.