الجنود هم العين الساهرة على راحة مواطنين بلادهم، وهم حماة الثغور والراية وأمل الأمة، وهم الحصن القوي للأوطان، الذين يسهرون الليالي تحت أصعب الظروف على حدود الوطن لراحتنا وأمننا، وجميعنا نعلم بأن الدفاع عن الوطن ليس بالأمر الهين ولا السهل، لذلك يملئ الجنود قلوبهم بحب الله ورسوله والوطن والمواطنين، ودائما يتوجب علينا الشكر للآباء والأمهات لتربية ابناءهم الجنود أفضل تربية، وعلموهم أفضل تعليم للصبر والشجاعة وحب الوطن، لذلك نعرض عليكم في هذه المقالة موضوع عن الجنود المرابطين، وواجبنا اتجاههم.
موضوع عن جنود الوطن المرابطين
وعد الله الجنود حماة الأوطان المرابطين على الثغور أجرا عظيم واحدى الحسنيين، وهما اما النصر الذي يليق بهم، واما الشهادة التي تدخلهم جنات النعيم في الآخرة، لذلك دائما ما يرابط الجندي على حدود وطنه وقلبه مليء بالإيمان والتمسك بكلمة الحق، ودعاء أمهاتهم من خلفهم للنصر والسداد، لذلك يكون التوفيق من الله تعالى لهم ممزوج بحبهم لوطنهم، ومهما قدمنا الكلمات والعبارات والأوسمة والشهادات بحقهم لا نوفيهم الحق بذلك، لأنهم فخر أمتنا وعقيدتنا وفخر للوطن.
والدفاع عن الوطن يحتاج السواعد المتوضئة والقوية والصابرة والمرابطة، وهذا ليس بالأمر السهل، لذلك يجب على الجندي المرابط على حدود وطنه وفي الثغور، والاستعداد دائما لصد أي عدوان على الوطن، لهذا يتلقى الجندي التدريبات والتعليمات القاسية ليكون متهيئ لأي طارئ، وليقوم بواجبه على أكمل وجه عند مواجهة الصعاب، وليصبح قلبه قوي لا يهاب مهب الريح، وليكون قوي لا يعرف التراجع ولا الخوف، والجندي الباسل الصبر والشجاعة هي عنوانه في جميع الأوقات، والأمل يملئ قلبه ويضعه أمام عينه دائما.
ورسالة شكر دائما نرسلها للجنود الأبطال المرابطين على حدود الوطن والثغور، أنتم فخر الأمة، والقدر العالي ورمز الشجاعة والشهامة والرجولة، أنتم من سهرتهم ليرتاح المواطنين ونصرتم الضعيف قبل القوي، وقدمتم أرواحكم فداء لإخوتكم وأهلكم وأحبابكم، والكلمات لا توفيكم حقكم ولو بالقليل، لأنك من حرمت نفسك النوم لينام المواطن مرتاح ومطمئن بين أهله، وسهرت الليل يدك على الزناد لتصد كل عدو يريد الأذى لوطنك ومواطنيه، يهرب منك العدو وأنت ثابت مرابط قوي صنديد، تصد كل معتدي باغي وثابت على الحق والصراط المستقيم، لأنك أيها الجندي من أحفاد الرسول وصحابته، لذلك أنت فخر الأمة ويفخر بك الجميع.
واجبنا اتجاه الجنود المرابطين
في وقت الحرب والمواجهات ومرابطة الجنود على الحدود، الذين تركوا أهلهم وأبنائهم ليتصدوا لكل معتدي على وطنهم، يحتاجون منا الدعاء والدعم والمساندة دائما، وتفقد أهاليهم وأحوالهم، لنزيد من ثبات الجنود ونطمئن قلبه على أهله الذي تركهم ليحمينا ويدافع عنا، والجندي في جهاد ورباط، لذلك حثنا الدين الاسلامي على الترابط والتعاون بيننا في الشدة قبل الرخاء، وقال الله في القرآن الكريم ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان )، لذلك علينا الترابط والتلاحم فيما بيننا لننصر اخوتنا على الحدود ونريح بالهم، ونقدم العون لهم دائما كما أوصانا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقال ( مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مَثَل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسَّهَر والحمَّى ).
لذلك إن الاهتمام بالجنود المرابطين وبمن خلفهم من مال أو ابناء، هو من الأعمال الواجبة على كل فرد في المجتمع، لكسب الأجر والثواب العظيم من الله، كما حثنا عليه النبي صلى الله عليهم وسلم، فعن أبي عبد الرحمن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَن خَلَفَ غازياً في سبيل الله بخيرٍ فقَدْ غزا )، لهذا يحتاج منا اخوتنا المرابطين الوقفات المباركة والدعم المعنوي، والدعاء لهم بأن يكون النصر حليفهم ويثبتهم عند أي هجوم.
ونكون قد وصلنا واياكم لنهاية المقالة، والتي عرضنا عليكم من خلالها موضوع عن الجنود المرابطين، وموضوع عن واجبنا اتجاه الجنود المرابطين، لنكون دائما عونا وسندا لهم ولمن خلفهم، مع دعواتنا دائما لحماية الجنود المرابطين على الثغور والحدود، وحماية أوطاننا من أي عدوان، دمتم بود.