البهاق هو مشكلة صحية طويلة الأمد حيث تفقد بقع في الجلد لونها ، وهذه المشكلة ممكن أن تؤثر على الناس من أي عمر أو جنس أو مجموعة عرقية، وهذه البقع الفاتحة تظهر في الجسم بعد أن تموت الخلايا الصبغية داخل الجلد ، والخلايا الصبغية هي الخلايا المسئولة عن إنتاج صبغة الجلد أو الميلانين ، التي تعطي البشرة لونها وتحميها من أشعة الشمس فوق البنفسجية ، وعلى الصعيد العالمي نجد أن البهاق يؤثر على 0.5 إلى 2% من البشر .
حقائق سريعة عن مرض البهاق :
يمكن أن يؤثر البهاق على الأشخاص في أي عمر أو جنس .
لا يوجد علاج لمرض البهاق ، وعادة ما تلازم هذه الحالة الشخص المصاب مدى الحياة .
حتى الان لم يتم تحديد سبب دقيق لحدوث هذا المرض ولكنه قد ينتج عن اضطراب المناعة أو نتيجة فيروس .
قد تشمل إجراءات العلاج التعرض للأشعة فوق البنفسجية طويلة أو قصيرة الموجات .
ما هو البهاق :
البهاق هو مرض يسبب موت الخلايا الميلانينية أو الصبغية في الجلد ويترك بقع غير ملونه فيه ، وإجمالي مساحة الجلد التي تتأثر بهذا المرض تختلف من شخص لآخر ، ويمكن أن تؤثر أيضًا على العينين أو داخل الفم أو الشعر ، وفي معظم الحالات تظل المناطق متضررة حتى نهاية عمر الشخص المصاب .
كما أن المناطق المصابة تكون أكثر حساسية للشمس من المناطق غير المصابة .
ومن الصعب التنبؤ إذا ما كانت هذه البقع سوف تنتشر أم لا ، وكم من الوقت سوف تحتاج للإنتشار ، ومن الممكن أن تظل البقع ثابتة لسنوات طويلة .
بالإضافة إلى أنه إذا حدثت الإصابة في بقع صغيرة من الجلد فإنها تبدو ظاهرة بشكل واضح لدى الناس أصحاب البشرة الداكنة .
أسبابه :
مازالت أسباب حدوث هذا المرض غير واضحة ، ولكن هناك عدة عوامل قد تساعد في حدوثه مثل :
اضطراب المناعة حيث يصبح الجهاز المناعي أكثر نشاطًا ويدمر الخلايا الصبغية .
اختلال توازن الأكسدة أو الإجهاد التأكسدي .
تلف الجلد نتيجة حروق الشمس الشديدة .
التعرض لبعض المواد الكيميائية .
أسباب عصبية .
التوتر الشديد .
الإصابة بفيروس .
ومرض البهاق ليس معديًا ، ويمكن أن يظهر في أي عمر ولكن الدراسات تشير إلى أنه يبدأ عند سن 20 عامًا تقريبًا .
العلاج :
تصف الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية البهاق بأنه ” أكثر من مشكلة تجميلية ” ، فهو مشكلة صحية تحتاج لعلاج .
وهناك مجموعة من العلاجات التي تساعد في تخفيف أعراض هذا المرض أو تقليل ظهوره منها :
استخدام واقي الشمس :
ينصح الأطباء مرضى البهاق باستخدام واقي الشمس لأن المناطق المصابة تكون حساسة بشكل خاص لأشعة الشمس ويمكن أن تحترق بسهولة ، ويمكن لطبيب الأمراض الجلدية أن يوصى للمريض بالنوع المناسب .
العلاج بالضوء باستخدام الأشعة فوق البنفسجية ذات الطول الموجي القصير:
من العلاجات الشائعة لمرض البهاق تعريض المريض لمصباح يطلق أشعة فوق البنفسجية قصيرة الطول الموجي UVB ، ويمكن تلقي هذا العلاج في المنزل بشكل يومي باستخدام مصباح صغير وهذه الطريقة أكثر فعالية ، لأن العلاج في العيادة يتم 2-3 مرات أسبوعيًا ولذلك يستغرق وقت أطول .
أما إذا كانت البقع المصابة كبيرة ومنتشرة في الجسم فذلك يستلزم عمل علاج كامل للجسم في المستشفى .
قد يعطي العلاج بالأشعة فوق البنفسجية قصيرة الطول الموجي نتائج جيدة جنبًا إلى جنب مع العلاجات الأخرى ، ولكن يجب أن نعلم أنه حتى الآن لا يوجد علاج من شأنه إعادة صبغ الجلد كاملة .
العلاج بالأشعة فوق البنفسجية ذات الطول الموجي الطويل :
يتم هذا العلاج داخل مركز رعاية صحية ، ويجب أن يتعاطى المريض أولًا دواء يزيد حساسية جلده لضوء الأشعة فوق البنفسجية ، ثم يتعرض بعد ذلك لجرعات عالية من الضوء، ويحتاج المريض لعمل جلسات للعلاج مرتين أسبوعين ، ويظهر التقدم في غضون 6 إلى 12 شهر من العلاج .
تمويه الجلد:
تمويه الجلد يمكن أن يكون طريقة مناسبة للبهاق المعتدل ، حيث يتم إخفاء البقع الفاتحة باستخدام مستحضرات التجميل الملونة ، ولكن يجب اختيار الألوان التي تتناغم مع لون الجلد الأصلي .
إعادة التصبغ :
عندما تكون البقع البيضاء منتشرة على نطاق واسع في الجلد أو تغطي أكثر من 50% من الجسم ، فإن إعادة التصبغ قد تكون علاج مناسب ، حيث يتم تفتيح البقع السليمة في الجلد وتقليل لونها حتى تصبح مطابقة في اللون للمناطق البيضاء .
وهذا العلاج يكون دائم ولكنه يترك الجلد أكثر هشاشة ، و قد يتضرر من أشعة الشمس ، ويتم عمل إعادة التصبغ باستخدام محلول موضعي قوي أو بعض المراهم ، وقد يستغرق من 12 إلى 14 شهرًا ، وتعتمد على عدة عوامل منها لون الجلد الأصلي .
الكورتيكوستيرويدات الموضعية :
المراهم التي تحتوي على مادة الكورتيكوستيرويد يمكن أن تساعد في وقف انتشار المرض ، ولكن هذه المادة لا يجب استخدامها على الوجه ، وإذا ظهر بعض التحسن من العلاج يجب إيقافه بعد شهر من الاستخدام لمدة أسبوعين قبل معاودة العلاج من جديد .
أما إذا لم يحدث أي تقدم ، أو حدثت آثار جانبية فيجب إيقاف استخدامه فورًا ونهائيًا .
الكالسيبوتريول (دوفونيكس) :
الكالسيبوتريول هو شكل من أشكال فيتامين د وهو يستخدم كمرهم موضعي ، ولكن له آثار جانبية قد تشمل الطفح الجلدي وجفاف الجلد والحكة .
الأدوية التي تؤثر على جهاز المناعة :
الادوية التي تحتوي على مادة تاكروليموس أو بيميكروليموس و الأدوية المعروفة باسم مثبطات الكالسينيورين ، يمكن أن تساعد عند عمل إعادة تصبغ لبقع صغيرة من الجلد ولكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تحذر من وجود صلة بين هذه الأدوية وسرطان الجلد وسرطان الغدد الليمفاوية .
السورالين :
السورالين يمكن استخدامه مع العلاج بالضوء ، لأنه يجعل الجلد أكثر حساسية للأشعة فوق البنفسجية ، وفي بعض الأحيان يساعد في عودة الجلد إلى لونه الطبيعي ولكنه يزيد من احتمالات تعرض الجلد لحروق الشمس وتلف الجلد وبالتالي الإصابة بالسرطان على المدى الطويل ، ولا ينصح به للأطفال دون سن العاشرة .
ترقيع الجلد :
في بعض الأحيان يلجأ الأطباء لإزالة بعض أجزاء سليمة من الجلد واستخدامها لتغطية المناطق المصابة ، وهذا الإجراء غير شائع لأنه يستغرق وقت طويل وقد يؤدي إلى ترك آثار ندوب .