من هو خطيب الانبياء، الله عز وجل ذكر لنا في كتابة العزيز أنه قد أرسل رسلاً وأنبياءاً إلى الأمم الغابرة ليبلغوا رسالات ربهم ويدعوا إلى ترك عبادة الأصنام والشرك وعبادة رب العباد والبعد عن الشرور والظلم والتمسك في الطيبات من الأعمال والخيرات والنعم، والدليل على ذلك قال تعالى:” إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ”، قد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله أرسل ما قد بلغ مائة واربعة وعشرون ألفاً من الأنبياء، وقد كان من الرسل ثلاث ومائة وخمسة عشر كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم:” قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك؟ قال: ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا، ولكن الله عز وجل سمَّ خمس وعشرون منهم في القرآن الكريم، ويتساءل العديد من الناس بسؤال من هو خطيب الأنبياء.
من هو خطيب الانبياء
خطيب الأنبياء هو شعيب عليه السلام فقد بعثه الله عز وجل نبياً إلى قومه وقد تم ذكره في القرآن الكريم وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يذكره بأنه خطيب بقوله:” ذاك خطيب الأنبياء لمراجعته قومه”، وقد سُمي بخطيب الأنبياء دعوة قومه ومخاطبتهم فهذا ما قد أكسبه لقب خطيب الأنبياء.
أسلوب سيدنا شعيب الخطابي
شعيب – عليه السلام – أرسله الله عز وجل إلى أهل مدين حيث قال تعالى:” وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُ”، وقد قال فيها ابن كثير بأنها أرض من أراضي معن في أطراف الشام وهي قريبة من قوم لوط والآن تُسمى بمنطقة البحر الميت، وقد سماهم الله بأصحاب الأيكة هذا لأنهم كانوا يعبدون شجر الأيكة، فقد قال تعالى:” كَذَّبَ أَصۡحَٰبُ لَۡٔيۡكَةِ ٱلۡمُرۡسَلِينَ* إِذۡ قَالَ لَهُمۡ شُعَيۡبٌ أَلَا تَتَّقُونَ”، والمتأمل في حكمة وأسلوب سيدنا شعيب – عليه السلام – مع قومه في دعوتهم، إذ كانوا كفاراً وعندهم أسوأ الأخلاق في عدم امانتهم عند الكيل والميزان، ولقد نصحهم سيدنا شعيب – عليه السلام – بعبادة الله عز وجل ويُؤمنوا بوحدانيته والكيف عن بخس الناس أشيائهم فقد قال تعالى:” قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”، ودعاهم أن يتركوا الفساد والشرك وسلب الناس حقوقهم وتدرج معهم في الترغيب والترهيب والتهديد بعذاب الله، فقال تعالى:” وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ”.