لماذا سمي عام الفيل، ذكر التاريخ الكثير من القصص عن أمم ودول وجماعات وأفراد، نزلت بهم عقوبات من الله سبحانه وتعالى بما اقترفوه من الذنوب والمعاصي ، فقد اغتروا بقوتهم ولم تنفعهم بشيء، ولا كثرة أسلحتهم، ولا ذكائهم الكبير لمّا أتاهم أمر الله عز وجل، ولق ذكر الله سبحانه وتعالى قصص هذه الامم في القران الكريم فقال: “فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.
سبب تسميه عام الفيل
سمي هذا العام بعام الفيل لحدث عظيم حدث فيه، ويجدر الاشارة الى انه فيهذا العام ولد رسولنا الكريم محمد، ولق سمي هذا العام لعام الفيل لان أبرهة الحبشي خرج في ذلك العام على رأس جيش كبير، وكان معه الفيلة ليهدم الكعبة المشرفة، ولما وصلوا إلى بيت الله الحرام أرسل الله -تعالى- عليهم طيراً أبابيل تحمل حجارة ألقَتها عليهم فابدتهم جميعاً، وقد ذكر القرآن الكريم على وقوع هذا الحدث العظيم، حيث قال الله تعالى: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ”.
وقد تحدث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه الواقعة في حديث نبوي، حيث رُوي عن مسورة بن مخرمة -رضي الله عنه- أنه قال: (سار النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثَّنِيَّةِ التي يَهْبِطُ عليهم منها، برَكَتْ به راحلتُه، فقال الناس: حلْ حلْ. فأَلَحَّتْ، فقالوا خَلَأَتِ القَصْواءُ، خلَأَتِ القصواءُ! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ما خلَأَتِ القصواءُ، وما ذاك لها بخُلُقٍ، ولكن حبَسَها حابسُ الفيلِ)، وقد بين ابن كثير تفسير الحديث علا انه من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه في ذلك العام وُلِدَ على معظم الأقوال، وكامن الله قد نصر قريش على ابره الحبشي ليس لخيرتهم على الناس، بل حفظا للبيت الحرام الذي سنشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي محمد صلوات الله وسلامه عليه، خاتم الأنبياء.
متابعينا الكرام نكون قد وصلنا واياكم الى ختام مقالنا الذي تعرفنا فيه على لماذا سمي عام الفيل، وهو العام الذي ولد فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو العام الذي حاول ابره الحبشي ان يهدم فيه الكعبة المشرفة.