صنت نفسي عما يدنس نفسي شرح، وهي من أحد قصائد البحتري الذي يعد من أبرز الشعراء العرب بالعصر العباسي، وهو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، وكان البحتري من الشعراء البدو ويظهر ذلك في نزعات شعره، إذ لم يتأثر بباقي المفردات الخارجية أو المعاني من الحضارات الجديدة، وكان فقط يقتصر على تقليد كافة المعاني القديمة من حيث اللفظ، وذلك من خلال تجديد بعض المفردات والمعاني فقط، وكان أحد الشعراء الملتزمين بعمود الشعر بالإضافة الى نهج القصيدة التي كانت تميز شعره من حيث اللفظ والتصرف والاختيار، وفيما يلي سوف نعرض عليكم صنت نفسي عما يدنس نفسي شرح.
تحليل صنت نفسي عما يدنس نفسي
يقول البحتري في نص صنت نفسي عما يدنس نفسي، وتماسكت حين زعزعني الدهر التماسا منه لتعسي ونكسي، إذ جاءت المفردات على النحو التالي، صنت حفظت، يدنس يوسخ، جدا العطاء، جبس اللئيم الجبان، زعزعني حركني بشدة، نكسي إذلالي.
صنت نفسي عما يدنس نفسي شرح هي بافتخار الشاعر بنفسه، بحيث يحفظ نفسه من كافة الأمور التي تسيئ اليه وتلوث سمعته، فقد ترفع عن الطلب للعطاء من الجبان اللئيم في قوله، وقد أراد الدهر أن يذلني ويقهرني لذلتي، لكنني تماسكت أمام عوادي الدهر، وقابلتها بخلق قوي وعزم راسخ.
وجماليات البيت هي الأسلوب في قوله صنت نفسي عما يدنس نفسي، وهو خبري الغرض منه التقرير، وقوله في وترفعت عن جدا كل جبس، وهو اتخاذه مجرى الحكمة، بالإضافة الى التصريع بين الشطرين له أثر موسيقي في افتتاح القصيدة، وقد استخدم الشاعر الحروف الهامسة في قصيدته، مثل حرف السين وتكرراه في عدة كلمات، ومنها يدنس نفسي نكسي، وذلك لشعور القارئ أو السامع بأن الكلمات تريد التجاذب مع بعضها البعض.
وتماسكت حين زعزعني الدهر التماسا منه لتعسي ونكسي، جاء فيه الأسلوب خبري الغرض ومنه التقرير، وجاءت كلمتي تماسكت وزعزعني بطباق يوضح المعنى ويبرزه، وكلمة زعزعني الدهر هي استعارة مكنية، بحيث جعل الدهر انسان وتم حذف المشبه به، وأتى بما يدل عليه وهي كلمة زعزع، وسر الجمال في هذه الكلمة هي التشخيص التي توحي بقدرة الدهر وقوة النائب الخاص به.