شرح قصيدة غير مجد في ملتي واعتقادي، الشاعر ابو علاء المعري هو من الشعراء العظام الذين برزوا في العصر العباسي، واسمه الكامل هو احمد بن عبد الله بن سليمان المعري، ولقد لقب نفسة برهين المحبسين، فهو فقد بصرة فكان سجنه الاول، واعتزل الناس فكان سجنه الثاني، وتعتبر قصيدة غير مجد في ملتي واعتقادي من القصائد التي يدرسها الطلاب في المنهاج المقرر في السعودية، ويجدر الاشارة الى ان ابو علاء المعري في هذه القصيدة رثا الفقيه الحنفي ابا حمزة.
شرح درس قصيدة غير مجد في ملتي واعتقادي
يدرس الطلاب في المملكة العربية السعودية قصيدة غير مجد في ملتي واعتقادي، وهي من قصائد الشاعر العباسي ابو العلاء المعري التي نظمها في رثاء الفقيه ابا حمزة، ويبحث الطلاب عن شرح القصيدة لفهمها بشكل جيد، وان شرح القصيدة هو :
يبدأ أبو العلاء قصيدته بطرح الفروق بين الموت والحياة فيذكر أن الحياة كالموت , والغناء كالبكاء . يقول :
- غيرُ مجدٍ في ملّتي واعتقادي *** نوح باكٍ ولا ترنم شاد
ثم يقول أن صوت نعي الميت والبكاء عليه عند وفاته شبيه بصوت البشير الذي يبشر به عند ولادته في كل الأماكن والمجالس , ويشبّه الصوتين والتشابه بينهما بصوت الحمامة عندما تنوح فوق الأغصان , فنحن لا نعلم أحزينة هي أم سعيدة :
- وشبيهٌ صوت النعيّ إذا قِي *** س بصوت البشير في كل ناد
أبَكَت تلكم الحمامة أم غ *** نّت على فرع غصنها الميّاد
ثم يقول : يا عاقل و يا فهيم! إذا كانت قبورنا نحن في حاضرنا تملأ الأرض الرحبة وفي كل مكان !! فكيف بقبور الذين سبقونا ؟؟ لا شك أن الأرض عبارة عن مقبرة كبيرة ! :
- صاح هذي قبورنا تملأ الرُح *** بَ فأين القبور من عهد عاد
ثم يقول لك أيها الحافظ لتراث أبائه وأجداده ألا يجدر بك أن تحترم رفاتهم وتقدر بقاياهم فقبيح بك أن تهينهم و إن طال العهد ,,, وأقل ذلك أن تخفف من وطئك على الأرض فلا أظن ترابها إلا من أجساد أسلافك الذين سبقوك :
- خفف الوطء ما أظن أديم ال *** أرض إلا من هذه الأجساد
وقبيح بنا وإن قدُم العه *** د هوان الآباء والأجداد
ثم يذكر لك حلاً لذلك , فيقول لك : إن استطعت أن تسير في الهواء على مهل فافعل , بدلاً من أن تمشي باختيال على رفات وبقايا العباد !! :
- سر إن اسطعت في الهواء رويداً *** لااختيالاً على رفات العباد
ويقول في البيت التالي : رب لحد قد صار لحداً عدة مرات حيث وضع فيه ميت وبعد فترة وضع فيه ميت آخر وهكذا … حتى إن اللحد نفسه ليضحك من كثرة من مر عليه من الأموات المتضادّين في الصفات ما بين صالح وطالح وخير وشرير وذكي وأحمق وكريم وبخيل … الخ , ويقول أيضاً أنه قد يدفن جسد في بقايا جسد سابق على مر العصور والسنين :
- رُب لحدٍ قد صار لحداً مرارا *** ضاحكٍ من تزاحم الأضداد
ودفينٍ على بقايا دفين *** في طويل الأزمان والآباد
وبعدما بين لنا الشاعر أن تراب الأرض ما هو إلا بقايا من سبقونا , يحثنا هنا على سؤال الفرقدين وهما : ( نجمان في بنات نعش الصغرى ” الدب الأصغر ” ) , عن الأقوام والجماعات التي أقامت وارتحلت قبلنا , وعن البلاد التي أبصراها على مر الزمن , ويقول لك أيضاً اسألهما كم مرة مر عليهما منظر غروب الشمس وكم من مرة أنارا للسائرين في الظلمات واهتدى بهما التائهون في الصحراء السوداء ؟! :
- فاسأل الفرقدين عمّن أحسّا *** من قبيلٍ وآنسا من بلاد
كم أقاما على زوال نهار *** وأنارا لمدلج في سواد
وفي البيت التالي يفجر الشاعر الحكيم قنبلة , حيث يقول أن الحياة الدنيا كلها تعب وشقاء , و أعجب شيء يحصل فيها هو حب الناس لها ورغبتهم في الزيادة منها مع أن كلها شقاء وتعب :
- تعبٌ كلها الحياة فما أع *** جب إلا من راغبٍ في ازدياد
ثم يوضح لنا الشاعر بعد ذلك أمراً مهماً يدل على أن الحياة كلها تعب وعناء , فيقول إن الإنسان عند وفاته يحزن عليه الناس حزناً أضعاف ما سعدوا به عند ولادته :
- إنّ حزناً في ساعة الموت أضعا***ف سرورٍ في ساعة الميلاد
وهنا ينتقد الشاعر على الأقوام التي تظن أن الناس قد خلقوا للفناء و أن الموت هو المحطة الأخيرة وأنهم لن يبعثوا . ويقول لهم: أن الناس إنما ينتقلون من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة والتي إما أن تكون دار سعادة وإما أن تكون دار شقاء .
- خُلق الناس للبقاء فضلّت *** أمة يحسبونهم للنفاد
إنما ينقلون من دار أعما *** لٍ إلى دار شِقوة أو رشاد
ثم يشبه الشاعر الموت بالنوم , والعيش بالسهر . فيقول أن ضجعة الموت إنما هي رقدة يستريح بها الجسم من الحياة التي هي مثل السهر المؤرّق وهو السهاد :
- ضجعة الموت رقدة يستريح ال *** جسم فيها والعيش مثل السهاد
متابعينا الكرام نكون قد وصلنا واياكم الى ختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على شرح قصيدة غير مجد في ملتي واعتقادي، وهي من القصائد المهمة التي نظمها الشاعر العباسي ابو العلاء المعري، والتي يدرسها الطاب في المنهاج المقرر في المملكة العربية السعودية.