خلق الله الخلق لعبادته وحده لا شريك له لا يريد منهم شيء غير ذلك إذ قال تعالى:” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، وجعل لهم النعم والخيرات التي يضمن من خلالها استقرارهم واستمرارهم في الحياة، واصطفى منهم الأنبياء لهداية الناس إلى عبادة الله وتوحيده، ختاماً حتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعثه بالرسالة الخاتمة لكل الرسالات ومعه القرآن الكريم معجزة الله الخالدة.
فرض الله على عباده العبادة والإيمان به وتوحيده ومن يعرض عن ذلك فهو عدو للإسلام والمسلمين، ومن يعتدي على الإسلام والمسلمين لابد من محاربته واقامة الحد الشرعي فيه، أو يعتدي على الناس الآمنين من غير المسلمين.
ما هي الحرابة في الإسلام
الحرابة في الدين الإسلامي من المنكرات العظيمة والتي تشمل على أعمال قطع الطريق ونشر الفساد الأرض وسلب ونهب الناس في الصحاري والطرقات سواءاً كان باستخدام السلاح أو عن طريق الأيدي.
إذ شرع الله العقوبات لزجر الناس عن ارتكاب الجرائم، وأمر بتطبيقها لصلاح العباد في البلاد، فهو أدرى بما يصلح لحالهم وواقعهم، بحيث كانت الحدود الشرعية من القربات التي يتقرب بها ولاة الأمر من ربهم، ومن أهم الأمور التي تحفظ الأمن وتحقن الدم.
والحدود المقررة في الإسلام سبعة حدود كما قررتها الشريعة الإسلامية والتي هي:” حد السرقة والزنا وشرب المسكرات والقذف والبغي والردة والحرابة”.
ما الفرق بين القتل قصاصاً أو حداً أو تعزيراً
- القصاص: هو اعدام القاتل الذي قتل غيره متعمداً على دون وجه حق، وهو القتل بدافع القتل، ويجوز التعويض عن القصاص بالمال بحسب ورثة المقتول.
- التعزيز: فهي عقوبة لم يتم تحديد مقدارها من قبل الشريعة الإسلامية، وانما تُركت للقاضي، والتقدير الملائم لها يكون بحسب نوع الجريمة وحال المجرم وسابقاته لتأديب الجاني واصلاحه وحماية المجتمع، فهي تبدأ بالزجر والنصح، ويكون فيها الحبس والنفي والتوبيخ والغرامات المالية.
- حد الحرابة وهو تطبيق حكم القتل في كل من أزهق روحاً متعمداً مُقدماً على قتله وسلبه، والعقوبات الحدية تدرأ الشبهات ولا يجوز الحكم بثبوتها عند قيام الشبهة.
ما هو الصلب في القصاص
قال تعالى في عقوبة قطاع الطرق المحاربين:” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.
فقد اختلف الفقهاء في قضية الصلب في هذا الحد، هل يكون قبل أم بعد؟
- قال الكاساني الحنفي رحمه الله: “روي عن أبي يوسف رحمه الله أنه يُصلب حيا، ثم يُطعن برمح حتى يموت، وكذا ذكر الكرخي.
- وعن أبي عبيدة أنه يُقتل ثم يُصلب:” وكذا ذكر الطحاوي رحمه الله أن الصلب حيا من باب المُثلة، قد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن المُثلة.
- الصحيح هو الرأي الأول: الصلب هو زيادة في العقوبة وتغليظاً فيها، والميت ليس من أهل العقوبة، والصلب في هذا الأمر أبلغ على هذا الوجه في الدرع، لأن المقصود هو الزجر وهو ما يكون في الحياة لا بعد الموت.
شروط اقامة الحد على المحارب في الاسلام
هناك ثلاثة شروط لإقامة الحد على المحارب بحسب ما تم ذكرها في الشريعة الإسلامية، وهي كما يلي:
- يكون قاطعاً للصحراء دون القرى والأمصار، وهذا ما ذهب إليه ابو حنيفة وابن حنبل، وحجتهم أن الطريق لا يكون إلا في الصحراء، اما في القرى فإن من يلحقه القطع يقدر على الغوث.
- يكون معال محارب سلاح ولو كان عصياً أو حجارة ولا خلاف في ذلك بين العلماء
- أن يتعرض المحاربون للناس جهراً يأخذوا أموالهم بالقهر والقوة وأما من استخفى وسرق يُعتبر سارقاً، ومن خطف مالاً وهرب يُسمى نهاباً.