هل يجوز التطيب للمعتمر، هذا السؤال يبحث عنه الكثير من المعتمرين الذين يضعون العطر سواء على الجسد أو الملابس، لأن بعض الناس يشتبه عليهم الأمر في هذا الحكم، فمثلا يسأل المعتمر إذا اغسل وتطيب ولبس ملابس الإحرام، ورش الطيب على ملابس الإحرام، وذلك قبل أن يعقد النية بالإحرام بجهل منه على هذا الأمر، فما الحكم فيه، وهل يجوز رش الطيب، حيث ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ( كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت) وقالت ( كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم )، فعل يجوز التطيب للمعتمر، هذا ما نجيبكم عليه في هذه المقالة.
حكم وضع العطر للمحرم
وضع الطيب على الرأس والجسد عند الإحرام، بمعنى أن بعد اغتسال المعتمر وقبل عقد نية الإحرام سنة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم تطيب لإحرامه، فقد قالت عَائِشَةَ رضي الله عنها: ( كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَطْيَبِ مَا يَجِدُ ، حَتَّى أَجِدَ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ ) رواه البخاري، والمقصود من وبيص هو بريق المسك في مفارق رأس الرسول صلى الله عليه وسلم وهو محرم، فإذا كان الكريم أو الطيب الذي وضعته على الجسد بعد اغتسالك وقبل نية الإحرام ودخولك في النسك، فهذا لا يلزمك شيء، حتى وإن كنت لبست رداء الإحرام، ولكن المحظور هو أن تضع الطيب بعد عقد النية للإحرام، وإن وضعت الطيب وأنت جاهلا لهذا الأمر بأنه ممنوع على المحرم، أو نسيت ذلك فلا يوجب عليك شيء، إنما عليك ازالة أثر الطيب بقدر المستطاع.
هل يجوز التطيب بعد الاحرام
إن وضع المعتمر الطيب بعد نية الإحرام والدخول في النسك، ويكون عالم بأن فعل هذا من المحظورات فيلزمه فدية أذى، وهي على التخيير، إما أن يذبح شاة، أو يطعم ستة مساكين ولكل مسكين نصف صاع، أو يصوم ثلاثة أيام، ووضع الطيب على رداء الإحرام لا يجوز، سواء كان قبل الإحرام أو بعده، لأن من طيب إحرامه وجب عليه غسل ملابس الإحرام والتحقق من زوال الطيب، حتى ولو كان أكثر من ثلاث غسلات، وإن بقى لون الطيب فهذا لا يضر فقط عليه إزالة رائحة الطيب.
ونكون قد وصلنا واياكم لنهاية المقالة، والتي عرضنا عليكم من خلالها هل يجوز التطيب للمعتمر، وإن تطيب ما الذي يجب عليه فعله إن كان يعلم أن ذلك من المحظورات، وما هي الفدية لذلك الأمر، دمتم بود.