لماذا يحتفل النصارى برأس السنة، توجد الكثير من المناسبات والاحتفالات الموجودة في كل ديانة من الديانات السماوية التي نزلت على أهلها وعلى شعوبها، حيث أن هذه المناسبات والأعياد لها أهمية كبيرة جدا بالنسبة للأشخاص، ومن المهم معرفة أن احتفال النصارى برأس السنة من شعائرهم، ويحتاج الكثير من الأشخاص لمعرفة الأسباب المختلفة حول احتفال النصارى برأس السنة، وهنا سوف نتعرف لماذا يحتفل النصارى برأس السنة، وأهم المعلومات التي تخص هذا الاحتفال.
لماذا يحتفل النصارى برأس السنة
تعد الاحتفالات الدينية المختلفة طريقة للتعبير عن معتقدات موجود في كل دين، حيث أن كل ديانة لها طقوس محددة في الاحتفال، كما أن في بعض منها مراسم مختلفة تقوم بها.
ومن أبرز الاحتفالات الموجودة لدى النصارى احتفالات رأس السنة والتي قد بدأت من فترة زمنية كبيرة، وحتى الوقت الحالي فإن هناك كنائس عديدة تقوم بالاحتفال برأس السنة.
ومما يجب معرفته أن الاحتفالات برأس السنة كانت بدايتها من فترة كبيرة وهي لا علاقة لها بيوم ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، بل هي احتفال بقدوم عيد ميلادي جديد.
ولكن بالنسبة للتاريخ الغوريغوري الخاص بالمسيحية فإنه يربط هذا التاريخ بذكرى دينية تتعلق بختان يسوع عليه السلام، وهناك العديد من الكنائس المعروفة التي تحتفل بذكرى ختان يسوع في رأس الكنيسة اللوثرية والكنيسة الأنجليكانية.
ولا يعتبر ذكرى ختان يسوع هو السبب الوحيد للاحتفال عند المسيحيين برأس السنة، فهناك العديد من الاحتفالات التي تقام، لأن هذا التاريخ مرتبط بذكرى السيدة مريم، والتي تحتفل بها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
متى رأس السنة
يتم الاحتفال برأس السنة في الأول من شهر يناير من كل عام، وقد بدأ الاحتفال بهذا التاريخ منذ 45 عام قبل الميلاد، وقد تم اعتماده في الوثائق الخاصة بالتقويم اليولياني.
وكانت بداية احتفال المسيحيين برأس السنة على أنه ذكرى لختان يسوع في الدولة الكاثوليكية في الزمن القديم، فهو امر ليس حديث بل هو أمر قديم يتم الاحتفال به.
وفي أوروبا يتم الاحتفال برأس السنة بشكل ديني، ويتم تقديم الهدايا المختلفة بعضهم البعض، وذلك لاعتقادهم أن رأس السنة تقع ضمن الإثني عشر يوم التي تتعلق بالاحتفال بعيد الميلاد الجيد.
وقد قام المسيحيون باتباع التقويم الميلادي الخاص باليولياني وذلك قبل أن يتم وضع التقويم الغريغوري، والذي أمر بذلك هو بطرس الأكبر، وكان ذلك عام 1700، وعندها اعتبرت الكنيسة الكاثوليكية رأس السنة بأنه يوم متعلق بذكرى السيدة مريم، ولهذا السبب تتم الاحتفالات الكاثوليكية.
ومن الأسماء المهمة التي تم إطلاقها هو إطلاق اسم ليلة القديس سلفستر على ليلة رأس السنة في عدد من البلدان في أوروبا الوسطى، وحتى الوقت الحاضر هناك العديد من الطقوس الدينية المسيحية التي يتم الاحتفال بها ومنها الصلوات الدينية المسيحية في يوم رأس السنة داخل الكنائس الكاثوليكية.
ويتم إحياء العديد من الطقوس الدينية المسيحية المختلفة في رأس السنة، والتي من أبرزها إحضار قداس في يوم الاحتفال حتى يتم فيه إحياء الذكرى المتعلقة بالبابا سيلفستر الأول.
احتفالات رأس السنة الميلادية
توجد العديد من الطقوس والأمور الجميلة التي تظهر في احتفالات رأس السنة، حيث تحتفل الكثير من الدول حول العالم برأس السنة، وبقدوم العام الجديد، وهناك العديد من المظاهر التي يمكن رؤيتها في رأس السنة وتدل على احتفالات رأس السنة، ومن أهمها:
- الزينة الخاصة براس السنة: حيث يقوم المسيحيون بتزيين الشوارع وتزيين البيوت بزينة مخصصة لاحتفالات راس السنة
- كما أنه تظهر أيضا زينة بابا نويل، فهو شخصية ورمز لاحتفالات راس السنة
- ومن أجمل ما يمكن رؤيته في احتفالات رأس السنة شجرة رأس السنة، فهي تعبر عن العمل الأبدي، ويتم تعليق زينات مختلفة على هذه الشجرة.
- ومن ما يتم وضعه أيضا النجوم التي تعد رمز مهم للمسيحين والتي توضع على شجرة رأس السنة والتي تدل على مكان ولادة سيدنا عيسى عليه السلام
- وتظهر الشموع فهي رمز مهم للاحتفال عند المسيحيين وتشير لأن السي المسيح هو نور العالم
- كما أنه يتم وضع جرس على شجرة رأس السنة ليدل على البهجة والفرحة
- ويتم أيضا تشغيل موسيقى خاصة برأس السنة للاحتفال برأس السنة
احتفالات رأس السنة
تقام العديد من الاحتفالات بمناسبة رأس السنة وتمتد هذه الاحتفالات في العديد من البلدان العربية والبلدان الغربية، كما أن الاحتفالات لا تقام في نفس الوقت ولكنها تنطلق مع دقات الساعة من أقصى الشرق حتى أقصى الغرب.
وهناك اختلاف كبير في الاحتفالات التي تقام في رأس السنة بين كل دولة والدولة الأخرى، ومن مدينة لأخرى وذلك حسب التوقيت وحسب نمط الاحتفال.
ولكن الصيغة التي أجمعت عليها جميع البلدان للاحتفال برأس السنة هي الاحتفال عبر العروض والألعاب النارية المختلفة التي يتم إطلاقها.
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
توجد العديد من التساؤلات من المسلمين حول حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية، وهناك قول للعلماء في هذه المسألة، وهنا نضع ما تم ذكره من قبل فضيلة الشيخ العالم ابن باز حول حكم الاحتفالات برأس السنة الميلادية:
الجواب: لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن (من تشبه بقوم فهو منهم) والرسول ﷺ حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.
فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك وألا يساعد في إقامة هذه الأعياد بأي شيء؛ لأنها أعياد مخالفة لشرع الله، ويقيمها أعداء الله فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء، لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بأي شيء من الأمور كالأواني ونحوها.
وأيضاً يقول الله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]
فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة ترك ذلك، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بالناس في أفعالهم، الواجب أن ينظر في الشرع الإسلامي وما جاء به، وأن يمتثل أمر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وأن لا ينظر إلى أمور الناس فإن أكثر الخلق لا يبالي بما شرع الله
كما قال الله في كتابه العظيم: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[الأنعام:116]
قال سبحانه: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]
فالعوائد المخالفة للشرع لا يجوز الأخذ بها وإن فعلها الناس.
والمؤمن يزن أفعاله وأقواله ويزن أفعال الناس وأقوال الناس بالكتاب والسنة، بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول وإن تركه الناس، وما خالفهما أو أحدهما فهو المردود وإن فعله الناس، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
تعرفنا على لماذا يحتفل النصارى برأس السنة، وعلى أهم المعلومات التي لها أهمية كبيرة جدا بالنسبة لاحتفال رأس السنة، والذي يعد من الاحتفالات المميزة والبارزة، والذي تشارك فيه دول العالم بأكمله، وهو من أبرز الاحتفالات التي تتنوع طريقة الاحتفال بها في الدول المختلفة.