برزت كثير من الشخصيات ورجال العلم عبر العصور، بعلم الفقه والعلوم الدينية، وبعلم تفسير القرآن الكريم، ومن أهم هذه الشخصيات الشيخ “عبد الرحمن السعدي”، والذي يعتبر أحد رجال العلم في الفقه، وفي علم تفسير القرآن الكريم، وفي مقال اليوم “موضوع عن الشيخ عبدالرحمن السعدي”، سنتحدث عن سيرته الذاتية، وعن بعض المحطات الهامة في حياة الشيخ عبد الرحمن السعدي، لنسلط الضوء على رجلاً من أهم رجال الدين في المملكة العربية السعودية، والذي له دور كبير في نشر وتعليم علم الفقه الإسلامي في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي.
نبذة قصيرة عن الشيخ عبد الرحمن السعدي
ولد الشيخ عبد الرحمن السعدي في مدينة عنيزة بمحافظة القصيم، في يوم 12 محرم عام 1307هـ، حيث تربى يتيماً للأم منذ أن كان في الرابعة من عمره، ويتيماً للأب وهو في السابعة من عمره، فتولت تربيته واحتوته زوجة والده، واعتبرته أحد أبنائها، وكانت تعامله بلطف وبمساواة مع باقي إخوته، وبعد ان كبر وأصبح شاباً، انتقل للعيش في بيت أخيه الأكبر حمد، وكان أخوه حمد من الرجال الصالحين ومن المعتمرين.
كان الشيخ عبد الرحمن سعدي ملتزماً بتأدية فرائضه الخمس في المسجد منذ صغره، حيث كان صغيراً ويذهب ليصلي جميع فرائضه في المسجد، تاركاً الكثير من المخاطر والعقبات خلف ظهره، حيث كان الجميع يسأله في وقت الأزمات والظروف الصعبة إلى أين ذاهب؟، فكان يرد الى أداء صلاة الفجر.
طلبه للعلم منذ الصغر
كان الشيخ عبد الرحمن السعدي طالباً للعلم، مجتهد في كافة العلوم الإسلامية، حيث حرص منذ صغره على طلب العلم الشرعي، وكان الشيخ حافظاً للقرآن الكريم بشكل كامل وتام وهو في سن الثانية عشرة من عمره، وكان دوماً يذهب الى الجلسات التعليمية، ويقوم بنقل هذا العلم الى باقي طلاب العلم أمثاله، حيث كان يستفيد منهم ويفيد كل طالب علم.
امتلك الشيخ عبد الرحمن السعدي مخزوناً كبيراً من علوم الفقه والشريعة، حيث كان الشيخ ينقل هذا العلم الى طلبة العلم، ويعمل على تفقههم في الدين بشكل كبير وصحيح، حيث امتلك الشيخ الكثير من العلوم العقائدية وأصول الحيث، والعلوم الإسلامية المتنوعة.
كتبه ومؤلفاته التي ألفها
قام الشيخ عبد الرحمن السعدي بتأليف الكثير من الكتب الدينية، وأصدر الكثير من الفتاوي المختلفة، وهناك بعض الكتب التي طُبعت، وآخرى لم تُطبع، وكان الشيخ السعدي يكتب هذه المؤلفات بخط يده، ومن هذه المؤلفات:
- “الدين الصحيح يَحل جميع المشاكل”
- “تفسير القرآن الكريم(تيسير الكريم المنان في تَفسير القرآن)”
- ” رسالة لَطيفة جامعة، في أصول الفقه المهمة”
- “القواعد الحسان لتفسير القرآن”
- “القَول السديد في مَقاصد التوحيد”
- “التوضيح والبيان لشجرة الإيمان”
- ” الوسائل المفيدة للحياة السعيدة”
والكثير من المؤلفات التي جمعت الكثير من العلوم الفقهية والشرعية، حيث كان يصدر الشيخ السعدي الكثير من الكتب التي تقدم العلوم المتنوعة في العلوم الشرعية والفقهية بالشكل الصحيح.
وفاة ومرض الشيخ عبد الرحمن السعدي
أصيب الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله بعدة أمراض، حيث عانى الشيخ من مرض ضغط الدم، ومن مرض ضيق الشرايين، حيث كان صابراً على المرض محتسباً، وكانت أعراض المرض تظهر على الشيخ رحمه الله بصورة واضحة، الأمر الذي جعله يسافر للعلاج في لبنان عام 1372هـ على نفقة المملكة، وبدأ الشيخ رحلة طويلة في العلاج حتى شفاه الله، وعاد الى المملكة العربية السعودية.
توفي الشيخ عب الرحمن السعدي في 22 جمادي الآخرة في عام 1376هـ، حيث أصابه نزيف حاد في المخ، الأمر الذي جعل أهل مدينته إرسال برقية سريعة للملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود يطلبون فيها النجدة لإنقاذ حياة الشيخ، فقرر أن يرسل طائرة تحمل أمهر الأطباء على مستوى المملكة، ولكن لم تستطع الطائرة الهبوط بسبب الظروف الجوية الصعبة، حتى فاضت روح الشيخ عبد الرحمن السعدي الى بارئها.
وهناك الكثير من العلماء، ورجال العلم، أمثال الشيخ عبد الرحمن السعدي، الذين ساهموا بشكل كبير في نشر الدعوة الإسلامية، وتدريس طلبة العلم الفقه والعلوم الشرعية المختلفة، وكان لا بد منا أن نسلط الضوء من خلال مقالنا “موضوع عن الشيخ عبدالرحمن السعدي”، على شخصية هذا العلامة رحم الله.