قصة بندر بن سرور، الشاعر بندر بن سرور، الذي له الكثير من القصص مع الشعراء ومع الناس عامة، فقد كان يتميز بأشعاره لدرجة كبيرة، فكانت معظم ابياته يحكي فيها قصص مرت عليه في حياته، والشاعر بندر بن سرور هو شاعر سعودي نبطي، ينتمي لقبيلة عتيبة، ولد في عام 1360 هـ، الموافق 1941م، واسمه كاملاً هو بندر بن سرور بن خضير القسامي العطاوي الروقي العتيبي، كما اطلق عليه اسم متنبي الشعر الشعبي، وكان الشاعر بندر بن سرور شاعراً متميزاً عن شعراء عصره، حيث لم يكن يكتب القصائد التي كانت معتمدة في عصره من كافة الشعراء المشهورين، بل كسر هذه القاعدة، وكتب شعراً شعبياً منحه شهرة كبيرة بين الناس، كما كان له شأن عظيم، عزز من قيمته ومقداره، وفي هذا المقال سنقوم بطرح قصص نبدر بن سرور.
قصة بندر بن سرور الطفولة
كانت طفولة بندر قاسية جداً، حيث توفي والده وهو صغير، وتزوجت أمه، وبعدها انتقل للعيش مع عمه، وكان مفتقداً بشكل كبير للحنا الذي يمنحه الآباء لأبنائهم، وكانت كل حياته ترحال ومشقة وعناء للحصول على الماء والغذاء، فهو يعيش في حياة البادية، فلم ترحمه الحياة في صغره، وعاش غارقاً في تخبطات الحياة التي أُجبر على العيش فيها، بعيداً عن حنان الاب الذي كان يتمنى لو حظي به، وكبر وهو يكابد عناء العيش ومشقة تلبية احتياجاته.
قصة بندر بن سرور في سجون العراق
فقام السجان الدليمي بالتوجه للشيخ متعب واعطاه الرسالة التي كتبها له الشاعر بندر بن سرور، ونتيجة لهذه الرسالة، قام الشيخ متعب الهذال بإخراج الشاعر بندر بن سرور من السجن، وتوجه الشاعر بندر بن سرور مع الشيخ متعب الهذال الى البادية، واقام عنده أربعة أيام، وكان يخرج مع الشيخ متعب الهذال لممارسة هواية الصيد، التي كان الشيخ متعب يقوم بها دوماً، وقام الشاعر بندر بن سرور في هذه الفترة التي قضاها مع الشيخ متعب الهذال بكتابة قصيدة، تم اعتبارها من نوادر الشاعر بندر بن سرور، والتي هي كالتالي:
يا راكب اللي كن سلفة ليانيش مثل المحالة يوم يمرس رشاهايلحق فروخ مصخرات ابرق الريش شقر الحرار اللي عزيزا غذاهاعده لابن هذال ريف الهتاتيش ليا جاه الطرقي همومة نساهاقلة يحل الكايدات المباليش اللي عسرني حلها من غثاهايومآ توردنا لديار المعاطيش ونوب ترودنا على برد ماهاأصبحت بالدنيا كثير الهواجيس وازريت لميز وجهها من قفاها.
قصة بندر بن سرور مع الملك فيصل
كان الشاعر بندر بن سرور طائشاً ويقوم بالكثير من التصرفات التي تضر بالسلطات السعودية، وخاصة في حكم الملك فيصل، حيث كان معروفاً عن الشاعر بندر بن سرور انه يقوم بتهريب البضائع من الكويت، حتى يكسب الكثير من الأموال نتيجة لاختلاف الأسعار في الكويت عن السعودية في ذلك الوقت، وقال الشاعر بندر بن سرور هذه الابيات حين كان يهرب البضائع:
اشرب من ابو بس و أنسها نـس ” ” نس المهرب مع خطوط الجزيرة
ليا من عطى له ثالث قام يضرس ” ” خفر السواحل في طريقه خطيرة
شدة قصير ولا يمـر المهنـدس ” ” توّه جديـد و عالـمٍ بـه خبيـرة
يسري من الحدّين و يصابح الرس ” ” عليه بندر مـا يخونـه ضميـرة
جاب البضاعة من مغانيه بالـدس ” ” ماهوب شاةٍ ميتـة فـي حظيـرة
يالله يا منشي السحاب المطمّـس ” ” تفرج لمن مثلي عيونـه سهيـرة
وكان هناك غضب شديد من أمير المنطقة الشرقية نظراً لما يقوم به الشاعر بندر بن سرور من تهريب للبضائع، كما انه سجنه أكثر من مرة، ولكن كان امير عتيبة يخرجه في كل مرة كان يسجن فيها، وكان يقوم بأخذ تعهد على بندر بن سرور بألا يكرر هذه الفعلة مرة أخرى، ووصل الأمير للأمير بن جلوي، بأن الشاعر بندر بن سرور لازال يهرب البضائع، ولم تتمكن القوات الموجودة في خفر السواحل من القبض عليه، فأمر بقتل بندر بن سرور، وعرف بندر بن سرور بهذا الأمر، وقام بالتوجه للشيخ تركي بن ربيعان، وقام بدق الباب بقوة، فقتمت بنت الشيخ بفتح الباب، وصُدمت حينما رات رجلاً يرقع صوته وغريباً على بابهم، وسألها بندر بن سرور عن الشيخ تركي، فقامت بإغلاق الباب، ثم سألها أبوها “اللي عند الباب يا بنت قالت رجل اعتقد انه مرجوج أي (مجنون) ويسال عنك ( وسمعها بندر وراء الباب وهي تصفه بالمرجوج ) فقال الشيخ افتحي له الباب خليه يدخل للمجلس دخل بندر المجلس ونزل له الشيخ وجلس جنبه وطبعا يعرفه حق المعرفه من افراد قبيلته وكان على علم بمشاكله, أتت بنت الشيخ بالقهوة فلتفت عليها بندر يخاطبها بهذه القصيدة حز بخاطره وصفها له بالمرجوج، وقال:
يـا سخيّـف الذرعـان مانيـب مـرجـوج
رجّـتـنــي الدنيا بغدر ٍٍ و ـحـيـلـه
يا بنت لـولا اللـي علـى تاسـع الفـوج
تـركــت نــجــد وعــــزوتي والقـبـيـلـه
لاشــك حاديـنـي عـلـى نـجـد هـيــدوج
مسقـي الفيافـي ليـن يـدرج مسيـلـه
تركـي ليـامـن الليالي غــدن عــوج
حـمــل عتـيـبـة كـلـهـا مـــا تـشـيـلـه
يرسي كما ترسي البواخر علـى المـوج
ومنـيـن مــا هب الهوى يرتكيـلـه
مـــادام تـركــي حـــيٍ مـــا ودي أدوج
وإن غاب غبت من الرجوم الطويله
حتى انا بندر ماني بمرجوج.
قصة بندر بن سرور وريم
أبكي وعيني تسهر الليل يا ريـممدري بلاها الشوق والا الظليمه
يا ريم دمع العين مدري على الريموالا على قلبن تواكل صميمهتقول لاطمني على نونها سيمأبكي وعندي لأزرق الدمع قيمهويمكن يكون الدمع للعين تكريمويمكن يكون إلها عذاب وحريمهوالله لولا دمعتن كنها الديمراحت ضلوعي من عذابي حطيمهودام البكا يا ريم ما فيه تحريميا عنك والله لأرخص الدمع شيمهوابكي على حالي من الوجد وآهيملين الزمن يخلف عليّـه نسيمهأبكي حياتن صافيه ما بها غيموين المحبة والقلوب السليمهأبكي قهر وابكي من الغبن والضيموابكي من طعونن بقلبي قديمهغدر الزمن خلّى بوجهي مراسيموما يذبح الرجال مثل الهزيمةبعض المصايب شرها ياكل الهيموشلون بكبود الرجال الكريمهوبعض المصايب يخلفن المفاهيمتبغى على ما قيل صبر وعزيمهمظلوم بالدنيا وغيري مظاليممن عرض ناسن لبسوهم جريمهما عاد أبي من سود الأيام تعليمعقب العذاب اللي كلاني جحيمه
ولو تصفي الدنيا علـيّ الملازيمما عاد أدور من وراها غنيمه.
قصة بندر بن سرور مع السديري
قيل في قصة الشاعر بندر بن سرور، والشاعر السديري، أنه ذات ليلة قام الشاعر السديري بكتابة قصيدة طويلة، يعبر فيها عن حزنه الشديد وثقل حمله، وقال في قصيدته ما يلي:
حملي ثقيل وشلت حملي لحالي
واصبر على مر الليالي والاتعاس
فقام الشاعر بندر بن سرور باعتراض الشاعر السديري ومجاراته قائلاً له:
قل للسديري كان بالحمل بلشان
أشيل انا حمله ثمانين مرّه
الحمل شاله عنك نايف وسلطان
ولا انت ما شلّيت مثقال ذره
لك قصر بالطايف وبالغاط بستان
مالك ومال الحمل خيره وشره.
قصة بندر بن سرور، الشاعر الذي عاش حياته يقاسي ظروف الحياة الصعبة التي فرضت عليه، وعيشه وحيداً محروماً من عطف وحنان الأب، وتنقله في البادية وراء الغذاء والماء، وشبابه الذي تنقل فيه وذاق مرار الحياة، له الكثير من القصص التي تعبر عن مغامراته، كما تعبر القصص التي عاشها بندر على فصاحته وتميزه في الشعر، حيث كسر قاعدة الشعر التي كان يلتزم بها جميع الشعراء في عصره، وكتب شعراً شعبياً لم يعهده الناس من قبل، لذلك تم تلقيبه بلقب متنبي الشعر الشعبي.